. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن علي بن زيد بن جدعان، قال ابن حميد، قال سلمة وحدثني حسن بن علي بن زيد عن يوسف بن مهران، قال: سمعته يقول: لما آذى نوحا في الفلك عذرة الناس، أمر أن يمسح ذنب الفيل، فمسحه فخرج منه خنزيران، وكفي ذلك عنه. وإن الفأر توالدت في الفلك، فلما آذته، أمر أن يأمر الأسد يعطس، فعطس فخرج من منخريه هران يأكلان عنه الفأر.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لما كان نوح في السفينة، قرض الفأر حبال السفينة، فشكا نوح، فأوحي الله إليه فمسح ذنب الأسد فخرج سنوران. وكان في السفينة عذرة، فشكا ذلك إلى ربه، فأوحي الله إليه، فمسح ذنب الفيل، فخرج خنزيران.
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: ثنا الأسود بن عامر، قال: أخبرنا سفيان بن سعيد، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، بنحوه.
حدثت عن المسيب بن أبي روق، عن الضحاك، قال: قال سليمان القراسي: عمل نوح السفينة في أربع مئة سنة، وأنبت الساج أربعين سنة حتى كان طوله أربع مئة ذراع، والذراع إلى المنكب.
القول في تأويل قوله تعالى: من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح لقومه: فسوف تعلمون أيها القوم إذا جاء أمر الله، من الهالك من يأتيه عذاب يخزيه يقول: الذي يأتيه عذاب الله منا ومنكم يهينه ويذله، ويحل عليه عذاب مقيم يقول: وينزل به في الآخرة مع ذلك عذاب دائم لا انقطاع له، مقيم عليه أبدا.
وقوله: حتى إذا جاء أمرنا يقول: ويصنع نوح الفلك حتى إذا جاء أمرنا الذي وعدناه أن يجئ قومه من الطوفان الذي يغرقهم.
وقوله: وفار التنور اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه:
انبجس الماء من وجه الأرض، وفار التنور، وهو وجه الأرض. ذكر من قال ذلك: