قلبه من قذر (الغش والدغل ونجاسات الذنوب) (1) إلا كان أطهر وأفضل من الملائكة (2).
وفي كتاب كمال الدين وتمام العمة: بإسناده إلى المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما أسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي (رجل جلاله)، فقال: يا محمد إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا، وشققت لك من اسمي اسما، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك، وشققت له اسما من أسمائي، فأنا العلي الاعلى وهو علي، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوري ثم عرضت ولا يتهم على الملائكة، فمن قلبها كان عندي من المقربين، (3) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي أمالي الصدوق (رحمه الله): بإسناده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث طويل يذكر فيه فاطمة (عليها السلام)، وفيه: فإنها تقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين وينادونها بما نادت به الملائكة مريم (4).
ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر: يترفع عنها، والاستكبار دون الاستنكاف، وإنما يستعمل حيث لا استحقاق، بخلاف التكبر فإنه قد يكون باستحقاق، كما هو في الله سبحانه.
فسيحشرهم إليه جميعا: المستنكف والمستكبر، والمقر بالعبودية، فيجازيهم على حسب أحوالهم.