تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٦
من ظلمه، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء (1).
واحتج بالآية من زعم فضل الملائكة على الأنبياء، وقال: مساقة لرد النصارى في رفع المسيح عن مقام العبودية، وذلك يقتضي أن يكون المعطوف عليه أعلى درجة منه حتى يكون عدم استنكافهم كالدليل على عدم استنكافه.
وجوابه أن الآية للرد على عبدة المسيح والملائكة، فلا يتجه ذلك، وإن سلم اختصاصها بالنصارى فلعله أراد بالعطف المبالغة باعتبار آخر دون التكبير (2)، كقولك: أصبح الأمير لا يخالفه رئيس ولا مرؤوس (3).
وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل: ادن يا محمد فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم، إن الله (عز وجل) فضل أنبياء المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت وصليت بأهل السماء الرابعة (4).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث طويل، وفيه قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن علي هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وهل شرفت الملائكة إلا بحبها لمحمد وعلي وقبولها لولايتهما، أنه لا أحد من محبي علي (عليه السلام) قد نظف

(١) تفسير علي بن إبراهيم: ج ٢ ص ١٠ س ٢ في تفسيره لآية ١ من سورة بني إسرائيل.
(٢) قوله: (باعتبار التكثير دون التكبير) الأول بالثاء المثلثة، والثاني بالباء الموحدة، يعني أن المبالغة تحصل في المعطوف باعتبار الكثرة دون الكبر والعظمة، يعني: لن يستنكف المسيح وهو شخص واحد ولا الاشخاص الكثيرة التي هم الملائكة المقربون (من حاشية الكازروني على تفسير البيضاوي).
(٣) الاحتجاج والجواب من البيضاوي: ج ١ ص ٢٥٨ في تفسيره لآية ١٧٢ من سورة النساء.
(٤) علل الشرائع: ج ١ ص ٦، باب 7 العلة التي من أجلها صارت الأنبياء والرسل والحجج (صلوات الله عليهم) أفضل من الملائكة س 8 والحديث منقول عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولفظه: (وأنه لما عرج لي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ثم قال إلخ).
(٦٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 ... » »»
الفهرست