من ظلمه، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء (1).
واحتج بالآية من زعم فضل الملائكة على الأنبياء، وقال: مساقة لرد النصارى في رفع المسيح عن مقام العبودية، وذلك يقتضي أن يكون المعطوف عليه أعلى درجة منه حتى يكون عدم استنكافهم كالدليل على عدم استنكافه.
وجوابه أن الآية للرد على عبدة المسيح والملائكة، فلا يتجه ذلك، وإن سلم اختصاصها بالنصارى فلعله أراد بالعطف المبالغة باعتبار آخر دون التكبير (2)، كقولك: أصبح الأمير لا يخالفه رئيس ولا مرؤوس (3).
وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل: ادن يا محمد فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم، إن الله (عز وجل) فضل أنبياء المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت وصليت بأهل السماء الرابعة (4).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث طويل، وفيه قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن علي هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وهل شرفت الملائكة إلا بحبها لمحمد وعلي وقبولها لولايتهما، أنه لا أحد من محبي علي (عليه السلام) قد نظف