تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٤
[زين الناس حب الشهوات من النساء والبنين والقنطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب (14)] زين للناس حب الشهوات: أي المشتهيات، سماها شهوات، مبالغة، وإيماء إلى أنهم انهمكوا في محيتها حتى أحبوا شهوتها، كقوله تعالى: " أحببت حب الخير " (1).
وذهب الأشعري إلى أن المزين هو الله تعالى، لأنه الخالق للأفعال، والدواعي كلها عندهم، ويقولون: زينة ابتلاء، أو لأنه يكون وسيلة إلى السعادة الأخروية، إذا كان على وجه يرتضيه الله، أو لأنه من أسباب التعيش وبقاء النوع.
والمعتزلة إلى أنه الشيطان.
والجبائي فرق بين المباح والمحرم (2). وهو الصواب.
من النساء: في الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن أبي قتادة، عن رجل، عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ما يتلذذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذة النساء، وهو قول الله عز وجل: " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين " إلى آخر الآية. ثم قال: وإن أهل الجنة ما يتلذذون بشئ من الجنة أشهى عندهم من النكاح، لاطعام ولا شراب (2).
والبنين والقنطير المقنطرة: قناطير جمع قنطار.

(١) ص: ٣٢.
(٢) أنوار التنزيل: ج ١ ص ١٥١، في تفسيره لآية ١٤ من سورة آل عمران.
(٣) الكافي: ج ٥ ص ٣٢١ * كتاب النكاح، باب حب النساء ح 10.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست