إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله بن حماد، عن سيف بن تمار قال: كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) وجماعة من الشيعة في الحجر، فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا، فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لان موسى والخضر (عليهما السلام) أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وراثة (1).
ويؤيد هذا ويطابقه ما رواه أصحابنا من رواة الحديث من كتاب الأربعين رواية أسعد الأربلي، عن عمار بن خالد، عن إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن سليمان قال: وجد في ذخيرة حواري عيسى رق فيه مكتوب بالقلم السرياني منقول من التوراة: وذلك لما تشاجر موسى والخضر (عليهما السلام) في قصة السفينة والجدار والغلام، ورجع موسى إلى قومه فسأله أخاه هارون عما استعلمه من الخضر وشاهده من عجائب البحر؟ فقال موسى (عليه السلام): بينا أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بين أيدينا طائر، فأخذ في منقاره قطرة من ماء البحر، ورمى بها نحو المشرق، وأخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب، صم أخذ ثالثة. ورمى بها نحو السماء، ثم أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض، ثم أخذ خامسة وألقاها في البحر.
فبهت أنا والخضر من ذلك، وسألته عنه؟ فقال: لا أعلم، فبينا نحن كذلك فإذا بصياد يصيد في البحر، فنظر إلينا، وقال: ما لي أراكما في فكرة من أمر الطائر؟ فقلنا له: هو ذاك، فقال: أنا رجل صياد وقد علمت إشارته، وأنتما نبيان لا تعلمان؟
فقلنا: لا نعلم إلا ما علمنا الله عز وجل، فقال: هذا طائر في البحر يسمى مسلما، لأنه إذا صاح يقول في صياحه: مسلم مسلم، فإشارته برمي الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسماء والأرض والبحر يقول: إنه يأتي في آخر الزمان نبي يكون