تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٢
ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد (1)، قال: قلت: هذا والله هو العلم، قال إنه لعلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك، قال: قلت: جعلت فداك فأي شئ العلم؟ قال:
ما يحدث بالليل والنهار، والامر بعد الامر، والشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة (2).
ومما ورد في غزارة علمهم (صلوات الله عليهم):
ما رواه أيضا (رحمه الله) قال: روى عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة. وعدة من أصحابنا منهم ب عبد الاعلى [وأبو عبيدة] وعبد الله بن بشر الخثعمي، أنهم سمعوا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إني لاعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون، ثم سكت هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه، فقال: علمت ذلك من كتاب الله عز وجل، يقول: " فيه تبيان كل شئ " (3) (4).
ومما ورد في غزارة علمهم (صلوات الله عليهم):
ما رواه أيضا عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن

(١) ما فيه من قرآنكم: أي فيه علم بما كان وما يكون. فان قلت: في القرآن أيضا بعص الاخبار؟ قلت:
لعله لم يذكر فيه ما في القرآن. فإن قلت، يظهر من بعض الأخبار اشتمال مصحف فاطمة (عليها السلام) أيضا على الاحكام؟ قلت: لعل فيه ما ليس في القرآن. فإن قلت: قد ورد في كثير من الاخبار اشتمال القرآن على جميع الأحكام والاخبار مما كان أو يكون؟ قلت: لعل المراد به ما نفهم من القرآن لا ما يفهمون (عليهم السلام) منه، ولذا قال (عليه السلام): قرآنكم، على أنه يحتمل أن يكون المراد لفظ القرآن، ثم الظاهر من أكثر الاخبار اشتمال مصحفها (عليها السلام) على الاخبار فقط، فيحتمل ان يكون المراد عدم اشتماله على أحكام القرآن (مرآة العقول: ج ٣ ص ٥٦).
(٢) الكافي: ج ١ ص ٢٣٨، كتاب الحجة، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة.. ح ١.
(٣) قال تعالى: " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ " النحل: ٨٩.
(٤) الكافي: ج ١ ص ٢٦١، كتاب الحجة، باب ان الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون.. ح 2. وفيه:
ثم مكث هنيئة.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست