تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٩
محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات " قال: وهي تجري في وجه آخر [على] غير تأويل حيي وأبي ياسر وأصحابهما (1).
أقول: وهذا الوجه هو ما مر من أن المراد بالمحكمات والمتشابهات الأئمة وأعدائهم.
وبعضهم وقفوا على (الله) وفسروا المتشابه بما استأثره بعمله.
يقولون ء امنا به: استئناف موضح لحال الراسخين، أو حال منهم، أو خبر، إن جعلته مبتدأ.
كل من عند ربنا: أي كل من المحكم والمتشابه من عنده. وعلى كون المراد بالمتشابه فلان وفلان، كونه من عنده بمعنى خلقه له وعدم جبره على الاهتداء، كما هو طريقة الابتلاء والتكليف.
وما يذكر إلا أولوا الألباب: مدح للراسخين، أو لمن يتذكر أن العالم بالمتشابه لا يكون غير الراسخين الذين هم الأئمة.
روى محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر ابن سويد، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله (2).
ويؤيد ما رواه أيضا، عن علي بن محمد، عن عبد الله بن علي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن بريد بن معاوية، عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز وجل: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " قال: فرسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل الراسخين في العلم، وقد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان [الله] لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله (3) وكيف لا يعلمونه، ومنهم مبدأ العلم وإليهم

(١) معاني الأخبار: ص ٢٣ باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن ح ٣.
(٢) الكافي: ج ١ ص ٢١٣، كتاب الحجة، باب ان الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)، ح ١.
(٣) الكافي: ج ١ ص ٢١٣، كتاب الحجة، باب ان الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)، ح 2.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست