تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٢
هدى للناس: أي لكل من انزل إليه.
وأنزل الفرقان: قيل: يريد به جنس الكتب الإلهية، فإنها فارقة بين الحق والباطل، ذكر ذلك بعد الكتب الثلاثة، ليعم ما عداها أو القرآن، وكرر ذكره بما هو نعت له مدحا وتعظيما وإظهارا لفضله، من حيث إنه يشركهما في كونه وحيا منزلا، ويتميز بأنه معجز يفرق به بين المحق والمبطل، أو المعجزات.
ويحتمل أن يكون المراد به محكمات القرآن، أفردها لزيادة شرفها ونفعها.
وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن سنان أو غيره، عمن ذكره قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القرآن والفرقان، أهما شيئان أو شئ واحد؟ فقال (عليه السلام): القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به (1).
وفي تفسير العياشي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: " ألم الله لا اله هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان " قال: هو لكل أمر محكم، والكتاب هو جملة القرآن الذي يصدق فيه من كان قبله من الأنبياء (2). وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ورواه مثل ما في تفسير العياشي (3).
وفي كتاب علل الشرائع: باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: سمي الفرقان فرقانا لأنه متفرق الآيات والسور، أنزلت في غير الألواح وغيره من الصحف والتوراة والإنجيل والزبور أنزلت كلها جملة في الألواح والورق (4) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

(١) الكافي: ج ٢ ص ٦٣٠ كتاب فضل القرآن، باب النوادر، ح ١١.
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٦٢ ح ١ مع اختلاف يسير.
(٣) تفسير القمي: ج ١ ص ٩٦، في تفسير قوله تعالى: " ألم الله لا إله إلا هو " الآية وتفسير العياشي: ج ١ ص ١٦٢ ح 1.
(4) علل الشرائع: ص 470 باب النوادر ح 33.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست