جاء بمثلها فوضعها بين يديه فقال يا سلمان ما هذا قال هدية فقال كلوا وأكل ونظر إلى الخاتم في ظهره ثم قاله لمن أنت قال لقوم قال فاطلب إليهم أن يكاتبوك على كذا وكذا نخلة أغرسها لهم وتقوم عليها أنت حتى تطعم قال ففعلوا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فغرس ذلك النخل كلها بيده وغرس عمر منها نخلة فأطعمت كلها في السنة الا تلك النخلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرس هذه فقالوا عمر فغرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فحملت من سنتها انتهى ورواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي والبزار في مسانيدهم قال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم وقال البزار لا نعلمه يروي الا عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الطبراني في معجمه وأما حديث بن عباس فرواه الحاكم أيضا من طريق بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن بن عباس قال حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان وكان أبي دهقان قريته وكنت أحب الخلق إليه وكنت أجتهد في المجوسية أوقد النار لا أتركها تخمد أبدا اجتهادا في ديني فأرسلني أبي يوما إلى ضيعة له في بعض علمه فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم وهم يصلون فدخلت عليهم أنظر ماذا يصنعون فأعجبني ما رأيت من دينهم ورغبت عن ديني فلما رجعت إلى أبي أخبرته الخبر فأخافني وجعل في رجلي قيدا وحبسني في بيت أياما ثم أخبرت بقوم من النصارى خرجوا تجارا إلى الشام قال فألقيت القيد من رجلي وخرجت معهم حتى قدمت الشام فسألت عن الأسقف من النصارى فدلوني عليه في كنيسة لهم فجئت إليه وخدمته ولازمته وكنت أصلي معه فلم يلبث أن مات وكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة فإذا جمعوا له شيئا اكتنزه لنفسه ولم يعط المساكين منه شيئا فلما جاءوا ليدفنوه أخبرتهم بخبره ودللتهم على موضع كنزه فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وفضة فصلبوه ورجموه بالحجارة ثم جاءوا بآخر فوضعوه مكانه قال فما رأيت أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب في العبادة ليلا ونهارا منه فلم يلبث أن حضرته الوفاة فسألته فأوصى بي إلى رجل بنصيبين فلحقت به فلازمته فوجدته على أمر
(١٨٧)