أمري وخذ الصدقة من أغنيائهم فردها في فقرائهم قال العلاء فاكتب لي يا رسول الله كتابا يكون معي فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم فرائض الإبل والبقر والغنم والحرث والذهب والفضة على وجهها وقدم العلاء بن الحضرمي عليه فقرأ الكتاب فقال أشهد أن ما دعا إليه حق وأنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله وأكرم منزله ورجع العلاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم خبره فسر انتهى ثم أسند الواقدي عن عكرمة قال وجدت هذا الكتاب في كتب بن عباس بعد موته فنسخته فإذا فيه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا يدعوه فيه إلى الاسلام فكتب المنذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد يا رسول الله فإني قرأ ت كتابك على أهل البحرين فمنهم من أحب الاسلام وأعجبه ودخل فيه ومنهم من كرهه وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إلي في ذلك أمرا فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإني أذكر الله عز وجل فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ومن نصح لهم فقد نصح لي وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرا وإن شفعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه وعفوت عن أهل الذنوب فأقبل منهم وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية قال فأسلم المنذر بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه ومات قبل ردة أهل البحرين وذكر بن قانع أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو الربيع بن سالم ولا يصح ذلك كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك الفرس وذكر الواقدي أيضا من حديث الشفاء بنت عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة السهمي
(٥٦٢)