أسلم ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه قال ثم أخبر أخاه بخبري فدعاني فدخلت عليه ودفعت إليه الكتاب نفضه وقرأه ثم دفعه إلى أخيه فقرأه مثله إلا أن أخاه أرق منه وقال لي ما صنعت قريش قلت ما منهم أحد إلا وأسلم إما راغبا في الاسلام وإما مقهورا بالسيف وقد دخل الناس في الاسلام وعرفوا بعقولهم مع هداية الله أنهم كانوا في ضلال وإني لا أعلم أحدا بقي غيرك وأنت إن لم تسلم توطئك الخيل وتبيد خضرائك فأسلم تسلم قال دعني يوما هذا قال فلما خلا به أخوه قال ما الذي نحن فيه وقد ظهر أمر هذا الرجل وكان من أرسل إليه أجابه قال فلما أصبح أرسل إلي وأجاب هو وأخوه إلى الاسلام جميعا وخليا بيني وبين الصدقة والحكم فيما بينهم وكانا لي عونا على من خالفني انتهى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشام مع شجاع بن وهب هكذا عند الواقدي وعند بن هشام أنه جبلة بن الأيهم عوض الحارث بن أبي شمر ذكر الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث شجاعا إلى الحارث بن أبي شمر وهو بغوطة دمشق فكتب إليه مرجعه من الحديبية بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له يبقى لك ملكك وختم الكتاب ودفعه إلى شجاع بن وهب قال فلما قدمت عليه انتهيت إلى حاجبه فقلت له إني رسول رسول الله إليه فقال لي إنك لا تصل إليه إلى يوم كذا فأقمت على بابه يومين أو ثلاث وجعل حاجبه وكان روميا اسمه مري يسألني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدعو إليه فكنت أحدثه فيرق قلبه حتى يغلبه البكاء وقال إني قرأت في الإنجيل صفة هذ النبي وكنت أرى أنه يخرج بالشام وأنا أؤمن به وأصدقه وكان يكرمني ويحسن ضيافتي ويخبرني عن الحارث باليأس منه ويقول هو يخاف قيصر قال فلما خرج الحارث يوم جلوسه أذن لي عليه فدفعت إليه الكتاب فقرأه ثم رمى به وقال من ينتزع مني ملكي أنا سائر إليه ولو كان باليمين جئته علي بالناس فلم يزل يستعر ض حتى الليل وأمر بالخيل أن تنعل ثم قال أخبر صاحبك بما ترى وكتب إلى قيصر يخبر خبري فصادف قيصر بإيلياء وعند دحية الكلبي وقد بعثه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ قيصر كتاب الحارث كتب أن لا تسر إليه واله عنه ووافني بإيليا قال ورجع الكتاب وأنا مقيم
(٥٦٦)