عليه ثياب شعر فأشار إلي فدنوت منه فقال لي أتعرف المسيح عيسى بن مريم قلت له لا ولا سمعت به قال هو روح الله من آمن به أخرجه الله من غم الدنيا إلى نعيم الآخرة وقرأ علي شيئا من الإنجيل قال فعلقه قلبي ودخلت حلاوة الإنجيل في صدري وفارقت أصحابي وجعلت كلما ذهبت ورجعت قصدت نحو إلى أن قال فخرجت إلى القدس فلما دخلت بيت المقدس إذا أنا برجل في زاوية من زواياه عليه المسوح قال فجلست إليه وقلت له أتعرف فلانا الذي كان بمدينة فارس فقال لي نعم أعرفه وأنا أنتظر نبي الرحمة الذي وصفه لي قلت كيف وصفه لك قال وصفه لي فقال إنه نبي الرحمة يقال له محمد بن عبد الله يخرج من جبال تهامة يركب الحمار والبغلة الرحمة في قلبه وجوارحه يكون الحر والعبد عنده سواء ليس للدنيا عنده مكان بين كتفيه خاتم النبوة كبيضة الحمامة مكتوب في باطنه الله وحده لا شريك له وفي ظاهره توجه حيث شئت فإنك منصور يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ليس بحقود ولا حسود لا يظلم مؤمنا ولا كافرا فمن صدقه ونصره كان يوم القيامة معه في الامر الذي يعطاه قال سلمان فقمت من عنده وقلت لعلي أقدر على هذا الرجل فخرجت من بيت المقدس غير بعيد فمر بي أعراب من كلب فاحتملوني إلى يثرب وسموني ميسرة قال فباعوني لامرأة يقال لها حليسة بنت فلان حليف لبني النجار بثلاثمائة درهم وقالت لي سف هذا الخوص واسع على بناتي قال فمكثت على ذلك ستة عشر شهرا حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فسمعت به وأنا في أقصى المدينة ألتقط الخلال فجئت إليه أسعى حتى دخلت عليه في بيت أبي أيوب الأنصاري فوضعت بين يديه شيئا من الخلال فقال لي ما هذا قلت صدقة قال إنا لا نأكل الصدقة فرفعته من بين يديه ثم تناولت من إزاري شيئا آخر فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية فأكل منه وأطعم من حوله ثم نظر إلي فقال لي أحر أنت أم مملوك قلت مملوك قال فلم وصلتني بهذه الهدية قلت كان لي صاحب من أمره كيت وكيت وذكرت له قصتي كلها فقال لي إن صاحبك كان من الذين قال الله في حقهم الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به الآية ثم قال لي عليه السلام هل رأيت في ما قال لك قلت
(١٨٥)