نعم الا شيئا بين كتفيك قال فألقى عليه السلام رداءه عن كتفه فرأيت الخاتم مثل ما قال فقبلته ثم قلت أشهد ان لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم قال عليه السلام لعلي بن أبي طالب يا علي اذهب مع سلمان إلى حليسة فقلها ان رسول الله يقول لك إما أن تبيعينا هذا وإما تعتقيه فقد حرمت عليك خدمته فقلت يا رسول الله إنها لم تسلم قال يا سلمان ألم تدر ما حدث بعدك عليها دخل عليها بن عم لها فعرض عليها الاسلام فأسلمت قال سلمان فانطلقت إليها أنا وعلي بن أبي طالب فوافيناها تذكر محمدا صلى الله عليه وسلم وأخبرها علي بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له اذهب إليه فقل له يا رسول الله اشئت فأعتقه وان شئت فهو لك قال فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرت أغدوا إليه وأروح وتعولني حليسة مختصر ثم رواه من طريق أخرى مرسلة فقال حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ان سلمان كان قد خالط أناسا من أصحاب دانيال بأرض فارس قبل الاسلام فسمع بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته منهم فإذا في حديثهم يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فأراد ان يلحق به فسجنه أبوه ما شاء الله ثم هلك أبوه ثم خرج إلى الشام فكان هناك في كنيسة ثم خرج يلتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه أهل تيماء فاسترقوه ثم قدموا به المدينة فباعوه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة لم يهاجر فلما هاجر إلى المدينة أتاه سلمان بشئ فقال له ما هذا يا سلمان قال صدقة فلم يأكل عليه السلام منه ثم جاءه من الغد بشئ آخر فقال له ما هذا يا سلمان قال هدية فأكل عليه السلام منه ونظر سلمان إلى خاتم النبوة بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم فأكب عليه وقبله ثم أسلم وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه عبد مملوك فقال له كاتبهم يا سلمان فكاتبهم سلمان على مائتي ودية فرماه الأنصار من ودية ووديتين حتى أوفاهم انتهى وهذا مرسل وأما حديث بريدة فأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب البيوع عن زيد بن الحباب ثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ان سلمان الفارسي لما قدم المدينة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمائدة عليها رطب فقال له ما هذا يا سلمان قال صدقة تصدقت بها عليك وعلى أصحابك قال إنا لا نأكل الصدقة حتى إذا كان من الغد
(١٨٦)