أقول: وهل يريد المؤلف السبت أن يستدل بهذا الحديث على أن الله بعد خلق السماوات والأرض استلقى على العرش وهو المراد ب " استوى " كما في متن هذا الحديث التالف ليوافق اليهود في عقيدتهم التي رد الله عز وجل عليها بقوله: (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب، فاصبر على ما يقولون) سورة ق: 38.؟!!
7 - وأما قول بعضهم: (إن من أدلة أن الله في السماء أننا نرفع أيدينا في الدعاء لجهة السماء)!!
فجوابه كالتالي: إن العبد إذا مد يديه في الدعاء فإنه يجعلهما على شكل وعاء، فكأنه يقول متذللا:
يا رب قد سألتك وطلبت منك وجعلت يدي وعاء لعطائك فلا تردني خائبا، ولذلك جاء في الحديث: " إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفرا خائبتين " رواه الترمذي (5 / 557) وغيره وهو صحيح.
فمد اليد بهذا الشكل عند الدعاء هي رمز للتذلل لله تعالى لا أكثر، ألا ترى أن الإنسان الفقير السائل إذا طلب من إنسان آخر صدقه فإنه كذلك يرفع يده مثل رفعها في الدعاء ولا يجعل راحتيه تلقاء وجه من يطلب منه، وكان اللازم عليه حسب رأي من يستدل برفعهما على وجود الله في السماء أن يجعل السائل راحتي يديه تلقاء وجه من يسأله الحسنة أو الصدقة ومنه تعلم سخافة استدلال المجسمة المهاترين.
هذا رد ما يتعلق بالأحاديث التي استدل بظواهرها المجسمة على عقيدتهم الفاسدة وأما: