دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي

تعالى لا يوصف بحركة ولا انتقال ولا تغير، ما بنوا على الحسيات.
والعجب أن يقر بهذا القول ثم يقول:
" من غير نقلة ولا حركة " فينقض ما يبني.
ومن أعجب ما رأيت لهم ما أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش (162)، قال: أنبأنا أبو طالب العشاري (163) قال: أنبأنا البنا، قال:
أنبأنا أبو الفتح ابن أبي الفوارس قال: أنبأنا أبو علي بن الصواف، قال:
أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (164) أنه قال في كتاب " العرش " (165):

(١٦٢) قال في ترجمته الحافظ ابن حجر العسقلاني في " لسان الميزان " (١ / ٢٣٤ دار الفكر): " وكان مخلطا كذابا لا يحتج بمثله وللأئمة فيه مقال ". وفي " الميزان " (١ / ١١٨): " أقر بوضع حديث ".
(١٦٣) مطعون فيه وقد ختم الحافظ الذهبي ترجمته في " " الميزان " (٣ / ٦٥٦) بقوله فيه: " ليس بحجة ".
وابن كادش والعشاري كانا يضعان كتبا على الأئمة، وأقوالا ينسبونها لأهل الحديث، ومن شاء الاستزاده من ذلك فعليه برسالتنا: " البيان الكافي بعدم صحة نسبة كتاب الرؤية للدارقطني بالدليل الوافي ".
وهي ملحقة بآخر هذا الكتاب.
(١٦٤) هو أحد الكذابين، قال في ترجمته الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (١٤ / ٢١):
" وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب، وقال عبد الرحمن بن خراش:
كان يضع الحديث... " قلت: وفي ترجمته في " لسان الميزان " (٥ / ٢٨٠ هندية) أيضا أن آخرين من أهل هذا الشأن قد كذبوه.
(١٦٥) وبئس الكتاب هو، فإن هذه اللفظة التي نقلها منه ابن الجوزي كفرية بلا مرية، ومخرجة لصاحبها إن ثبتت عنه من الملة.
وكتاب العرش هذا مطبوع (سنة 1406 ه‍ مكتبة المعلا الكويت، بتحقيق محمد بن حمد الحمود) ولم يعلق على تلك العبارة الكفرية ص (50) بشئ!! فلا حول ولا قوة إلا بالله.

(٢٢٥)