والمعنى منع أرباب الحوائج أن يدخلوا عليه ويعرضوا حوائجهم، قيل: الحاجة والفقر والخلة متقارب المعنى كرر للتأكيد (احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره) أي أبعده ومنعه عما يبتغيه من الأمور الدينية أو الدنيوية فلا يجد سبيلا إلى حاجة من حاجاته الضرورية. وقال القاضي: المراد باحتجاب الله عنه أن لا يجيب دعوته ويخيب آماله كذا في المرقاة (فجعل) أي معاوية. قال المنذري: وأخرجه الترمذي. وقيل إن أبا مريم هذا هو عمرو بن مرة الجهني. وقد أخرجه الترمذي من حديث عمرو بن مرة وقال غريب. وقال وعمرو بن مرة يكني أبا مريم ثم أخرجه من حديث أبي مريم كما أخرجه أبو داود.
(ما أوتيكم) مضارع مرفوع ومفعوله الثاني (من شئ) مجرور بمن الزائدة أي ما أعطيكم شيئا (وما أمنعكموه) بل المعطي والمانع هو الله تعالى (إن) نافية أي ما (أضع) أي كل شئ من المنع والعطاء (حيث أمرت) على بناء المجهول أي حيث أمرني الله. قاله حين قسم الأموال لئلا يقع شئ في قلوب أصحابه من أجل التفاضل في القسمة. والحديث سكت عنه المنذري.
(ما أنا بأحق بهذا الفئ منكم) فيه دليل على أن الإمام كسائر الناس لا فضل له على غيره في تقديم ولا توفير نصيب قاله الشوكاني (إلا أنا على منازلنا من كتاب الله) أي لكن نحن على منازلنا ومراتبنا المبينة من كتاب الله كقوله تعالى: (للفقراء المهاجرين) الآيات الثلاث، وقوله سبحانه (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) الآية وغيرهما من الآيات الدالة على تفاوت منازل المسلمين قاله القاري (وقسم رسوله) بالجر عطف على كتاب الله أي ومن قسمه