سيدي شباب أهل الجنة، وأن حربه حربه وسلمه سلمه، وغير ذلك مما يطول شرحه إن ذكرناه.
وكان أيضا يجب أن يكن عليه السلام قد أوجب الحد على نفسه، إذ أبان فضله على سائر أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله حيث يقول: " أنا عبد الله وأخو رسول الله، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا مفتر كذاب، صليت قبلهم سبع سنين " وفي قوله لعثمان وقد قال له: " أبو بكر وعمر خير منك " فقال: " بل أنا خير منك ومنهما عبدت الله عز وجل قبلهما وعبدته بعدهما ".
وكان أيضا قد أوجب الحد على ابنه الحسن وجميع ذريته وأشياعه وأنصاره وأهل بيته، فإنه لا ريب في اعتقادهم فضله على سائر الصحابة، وقد قال الحسن عليه السلام صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام: " لقد قبض الليلة رجل، ما سبقه الأولون بعمل ولا أدركه الآخرون " وهذه المقالة متهافتة جدا.
وقال الشيخ أيده الله: ولست أمنع العبارة بأن أمير المؤمنين عليه السلام كان أفضل من أبي بكر وعمر على معنى تسليم فضلهما من طريق الجدل أو على معتقد الخصوم في أن لهما فضلا في الدين، وأما على تحقيق القول في المفاضلة فإنه غلط وباطل.
قال الشيخ: وشاهد ما أطلقت من القول ونظيره قول أمير المؤمنين عليه السلام في أهل الكوفة: " اللهم إني قد مللتهم وملوني وسئمتهم وسئموني، اللهم فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني " ولم يكن في أمير المؤمنين عليه السلام وإنما أخرج الكلام على اعتقادهم فيه، ومثله قول حسان بن ثابت وهو يعني رسول الله صلى الله عليه وآله:
أتهجوه ولست له بكفؤ * فخيركما لشركما الفداء ولم يكن في رسول الله صلى الله عليه وآله شر، وإنما أخرج الكلام على