وتقتاتون القد، أذلة خاسئين، يختطفكم الناس من حولكم حتى أنقذكم الله برسوله صلى الله عليه وآله بعد اللتيا والتي، وبعد أن مني بهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب و " كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله " أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة، قذف أخاه في لهواتها، ولا ينكفي حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويطفئ عادية لهبها بسيفه - أو قالت: يخمد لهبها بحده - مكدودا في ذات الله، وأنتم في رفاهية فكهون آمنون وادعون.
إلى هنا انتهى خبر أبي العيناء عن ابن عائشة. وأما عروة عن عائشة، فزاد بعد هذا: حتى إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه، طهرت حسيكة النفاق، وشمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الآفكين، وهدر فنيق المبطلين، فحظر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه صارخا بكم، فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، ولقربه متلاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير شربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، إنما زعمتم ذلك خوف الفتنة " ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين " فهيهات! وأني بكم وأنى تؤفكون؟ وكتاب الله بين أظهركم، زواجره بينة وشواهده لائحة، وأوامره واضحة، أرغبة عنه تريدون؟ أم لغيره تحكمون؟
بئس للظالمين بدلا! " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ".
ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها تسرون حسوا في ارتغاء، ونحن نصبر منكم على مثل حز المدى، وأنتم الآن تزعمون ألا إرث لنا " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ".
يا ابن أبي قحافة! أترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا