بسم الله الرحمن الرحيم الحمد والثناء لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى عترته آل الله، واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الله إلى يوم لقاء الله.
وبعد، فإن الناظر في كتب السير والموسوعات التاريخية عند المسلمين يجدها حافلة بأخبار الملوك والأمراء وذكر مجالسهم ومحافلهم على اختلاف مستوياتها حتى لو كانت مجالسا فاقدة للضوابط الخلقية والآداب والرسوم الشرعية، وكأن وظيفة المؤرخ والكاتب لم تكن إلا الكتابة عن حياة الخلفاء وسلاطين الجور وما جرى عليهم من حوادث، أما سائر الناس فلا تجد الإشارة إلى عظمائهم وما حفلت به حياتهم من مواقف كريمة أو ما جرى عليهم من جور وظلم وتضييع للحقوق وسفك للدماء المحترمة فضاع الكثير الكثير من الأرقام التاريخية التي يمكن لولا ذلك التضييع أن تؤثر في نتائج الكثير من الدراسات والبحوث في مقاطع التاريخ الإسلامي والذي يؤدي بدوره إلى إظهار كثير من الحقائق المخفية وتزييف الكثير من الدعاوى الباطلة التي صارت سببا في تشتت الأمة وتفرق الكلمة.
وأكثر جماعة بخس حقها في هذا المجال على رغم أصالتها وموقعها المهم في المسيرة الإسلامية هم الشيعة الإمامية لا لذنب إلا التمسك بالثقلين الشريفين كتاب الله وعترة نبيه صلوات الله عليهم أجمعين، فلم يكتب في حقهم إلا النزر اليسير وعلى شكل مبعثر في الكتب لا يناسب شأن هذه الجماعة وموقعها في الأمة