في نسائكم أبين (1) يا بني أمية!
وقال له معاوية يوما: والله إن فيكم لخصلة ما تعجبني يا بني هاشم، قال:
وما هي؟ قال: لين فيكم. قال: لين ماذا؟ قال: هو ذاك. قال: إيانا تعير يا معاوية، أجل والله، إن فينا للينا من غير ضعف وعزا من غير جبروت، وأما أنتم يا بني أمية، فإن لينكم غدر، وعزكم - سلمكم خ ل - كفر.
قال معاوية: ما كل هذا أردنا يا أبا يزيد! قال عقيل:
لذي اللب قبل اليوم ما يقرع العصا * وما علم الإنسان إلا ليعلما (2) قال معاوية:
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده * وإن الفتى بعد السفاهة يحلم وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب: لم جفوتمونا يا أبا يزيد؟ فأنشأ يقول:
إني امرؤ مني التكرم شيمة * إذا صاحبي يوما على الهون أضمرا ثم قال: وأيم الله يا معاوية، لئن كانت الدنيا مهدتك مهادها وأظلتك بحذافيرها ومدت عليك أطناب سلطانها، ما ذاك بالذي يزيدك مني رغبة ولا تخشعا لرهبة.
قال معاوية: لقد نعتها أبا يزيد نعتا هش له قلبي، وإني لأرجو أن يكون الله تبارك وتعالى ما رداني برداء ملكها وحباني بفضيلة عيشها إلا لكرامة ادخرها لي،، وقد كان داود خليفة وسلمان ملكا، وإنما هو لمثال يحتذى عليه، والأمور أشباه، وأيم الله يا أبا يزيد، لقد أصبحت علينا كريما وإلينا حبيبا،