يجرب بها ثم كانت الأخرى باقية فعمل على ما قد استبان لها ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة، فأنتم أحق ان تختاروا لأنفسكم ان أتاكم آت منا فانظروا على اي شئ تخرجون ولا تقولوا خرج زيد فان زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه، انما دعاكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله ولو ظهر لوفى بما دعاكم اليه، انما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه فالخارج منا اليوم إلى اي شئ يدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام فنحن نشهدكم انا لسنا نرضى به وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منا الا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه فوالله ما صاحبكم الا من اجتمعوا عليه إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عز وجل وان أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير وان أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم وكفاكم بالسفياني علامة.
148 (8) العيون 248 - حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، قال: حدثني أبن أبى عبدون عن أبيه، قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون وقد كان خرج بالبصرة وأحرق دور ولد العباس (بنى العباس - خ ل)، وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا عليهما السلام وقال له: يا أبا الحسن لان خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج قبله زيد بن علي فقتل ولولا مكانك منى لقتلته، فليس ما أتاه بصغير فقال الرضا: (ع): يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي، فإنه كان من علماء آل محمد، غضب لله عز وجل، فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما السلام انه سمع أباه جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام يقول رحم الله عمى زيدا انه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا اليه، ولقد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عم ان رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا أبا الحسن