قبل أن يقتل عثمان بن عفان بسنة وهو يقول كأني بأمكم الحميراء قد سارت يساق بها على جمل وأنتم آخذون بالشوى والذنب معها الأزد أدخلهم الله النار، وأنصارها بنو ضبة جذ الله اقدامهم. قال: فلما كان يوم الجمل وبرز الناس بعضهم لبعض نادى منادى أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يبدأن أحد منكم بقتال حتى آمركم، قال: فرموا فينا: فقلنا يا أمير المؤمنين قد رمينا فقال:
كفوا ثم رمونا فقتلوا منا قلنا: يا أمير المؤمنين قد قتلونا فقال: احملوا على بركة الله، قال: فحملنا عليهم فأنشب بعضنا في بعض الرماح حتى لو مشى ماش لمشى عليها ثم نادى مناد علي عليه السلام عليكم بالسيوف فجعلنا نضرب بها البيض فتنبو لنا، فنادى منادى أمير المؤمنين عليه السلام عليكم بالاقدام، قال: فما رأينا يوما كان أكثر قطع اقدام منه، قال: فذكرت حديث حذيفة " أنصارها بنى ضبة جذ الله اقدامهم " فعلمت انها دعوة مستجابة، ثم نادى منادى أمير المؤمنين عليه السلام عليكم بالبعير فإنه شيطان (قال - خ) فعقره رجل برمحه وقطع احدى يديه رجل اخر فبرك ورغا وصاحت عائشة صيحة شديدة فولى الناس منهزمين، فنادى منادى أمير المؤمنين عليه السلام لا تجهزوا (تجيزوا - خ) على جريح ولا تتبعوا مدبرا ومن اغلق بابه فهو امن ومن القى سلاحه فهو آمن.
211 (8) أمالي المفيد 24 - قال أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن مستورد قال: حدثنا محمد بن منير قال حدثني إسحاق بن وزير قال: حدثنا محمد بن الفضيل بن عطا مولى مزينة قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام عن محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه قال: كان اللواء معي يوم الجمل وكان أكثر القتلى في بني ضبة فلما انهزم الناس اقبل أمير المؤمنين عليه السلام ومعه عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر رضي الله عنهما فانتهى إلى الهودج وكأنه شوك القنفذ مما فيه من النبل فضربه بعصا ثم قال: هيه