قال: فأطرق مليا، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك إمام وحجة من الله على خلقه، وأنا تائب مما كنت فيه.
____________________
وقد أخذ الأشعريين (1) من جواب إدريس عليه السلام مسائل كثيرة، منها جواز تكليف ما لا يطاق.
أقول: جواب إدريس عليه السلام مبني على ما دخل تحت عالم الامكان: إما من جهة ترقيق الدنيا، أو من حيث الانطباع أو نحو ذلك.
واعلم أن في هذا الحديث دلالة على ما يقوله المشاؤون من كون الابصار بانطباع صورة المبصر على (2) الحاسة، ووجودها فيها وجودا ظليا، لا خروج الشعاع واتصاله بالمرئى، كما يقوله الاشراقيون.
1) لا يخفى ما في نسبة الاصلاح إلى ما يخرج منها، ونسبة الافساد إلى ما يدخل فيها، من الحسن واللطافة، لأنه شأن أهل الحصن الحافظ له، وشأن الداخل عليه بالقهر والغلبة، وهذا الاستدلال منه عليه السلام بالمحسوسات ليتوصل منها إلى إثبات المبدأ جل شأنه، وذلك أن الزنادقة ومن أنكر الصانع ما كانوا يترقون عن الاستدلال بالمحسوسات، لقصورهم عن تعقل البراهين العقلية.
أقول: جواب إدريس عليه السلام مبني على ما دخل تحت عالم الامكان: إما من جهة ترقيق الدنيا، أو من حيث الانطباع أو نحو ذلك.
واعلم أن في هذا الحديث دلالة على ما يقوله المشاؤون من كون الابصار بانطباع صورة المبصر على (2) الحاسة، ووجودها فيها وجودا ظليا، لا خروج الشعاع واتصاله بالمرئى، كما يقوله الاشراقيون.
1) لا يخفى ما في نسبة الاصلاح إلى ما يخرج منها، ونسبة الافساد إلى ما يدخل فيها، من الحسن واللطافة، لأنه شأن أهل الحصن الحافظ له، وشأن الداخل عليه بالقهر والغلبة، وهذا الاستدلال منه عليه السلام بالمحسوسات ليتوصل منها إلى إثبات المبدأ جل شأنه، وذلك أن الزنادقة ومن أنكر الصانع ما كانوا يترقون عن الاستدلال بالمحسوسات، لقصورهم عن تعقل البراهين العقلية.