____________________
يعرفها لتحولها في ملابسها، لكن العارف الدارك الذي له نفس قوية لا يصير مغلوبا بأحكام خصوصيات المواطن، ولا يحجبها حكم موطن عن أحكام المواطن الاخر، بل يعرفها في سائر ملابسها، ولما كانت هذه النكتة خفية مخالفة لما ارتكز في الطبائع المألوفة المنهمكة في العوائد المألوفة مع جلالة شأنها وكونها مرقاة إلى الاطلاع على أسرار نفيسة، أمر بإتقانها والمحافظة عليها.
ثم قال: كأنك فيما قرع سمعك من هذه المقدمات، اطلعت على حقيقة الانطباق بين العوالم، فإنها بأسرها صور لحقيقة واحدة متخالفة من جهة تخالف أحكام المواطن التي تشترطها النفس في مدارج صعودها وهبوطها، والمدارك التي هي مقتضى تلك المواطن، بل على حقيقة العوالم، فإنه صور تظهر على النفس في مواطنها، بل انكشف عليك أسرار غامضة من أحوال المبدأ والمعاد وظهوره في الكثرات، فإن ذلك يتحصل ويتقوم بالنفس ومراتبها.
وأسرار المعاد من ظهور الاعمال والأخلاق الظاهرة في النشأة الدنيوية بالصور الخارجية، وفي النشأة الأخروية بالصور الذي يقتضيها أحكام تلك النشأة، كما فصل في الشريعة. وتيسر عليك أيضا مشاهدة الواحد الحقيقي في التكثرات من غير شوب ممازجة ولا انفصال وتسلقت به إلى حقائق ما أنبأ عنه لسان النبوات من ظهور الأخلاق والاعمال في المواطن المعادية بصور الأجساد، وكيفية وزن الاعمال وسر حشر الافراد بصور الأخلاق العالية واطلعت على سر قوله تعالى: ﴿وإن جهنم لمحيطة بالكافرين﴾ (1) فإن الآية
ثم قال: كأنك فيما قرع سمعك من هذه المقدمات، اطلعت على حقيقة الانطباق بين العوالم، فإنها بأسرها صور لحقيقة واحدة متخالفة من جهة تخالف أحكام المواطن التي تشترطها النفس في مدارج صعودها وهبوطها، والمدارك التي هي مقتضى تلك المواطن، بل على حقيقة العوالم، فإنه صور تظهر على النفس في مواطنها، بل انكشف عليك أسرار غامضة من أحوال المبدأ والمعاد وظهوره في الكثرات، فإن ذلك يتحصل ويتقوم بالنفس ومراتبها.
وأسرار المعاد من ظهور الاعمال والأخلاق الظاهرة في النشأة الدنيوية بالصور الخارجية، وفي النشأة الأخروية بالصور الذي يقتضيها أحكام تلك النشأة، كما فصل في الشريعة. وتيسر عليك أيضا مشاهدة الواحد الحقيقي في التكثرات من غير شوب ممازجة ولا انفصال وتسلقت به إلى حقائق ما أنبأ عنه لسان النبوات من ظهور الأخلاق والاعمال في المواطن المعادية بصور الأجساد، وكيفية وزن الاعمال وسر حشر الافراد بصور الأخلاق العالية واطلعت على سر قوله تعالى: ﴿وإن جهنم لمحيطة بالكافرين﴾ (1) فإن الآية