____________________
بظاهرها تدل على إحاطة جهنم بالكافرين في الزمان الحال، ولا حاجة إلى الصرف عن الظاهر بناء على التحقيق الذي سبق.
وإن الأخلاق الرذيلة والعقائد الباطلة التي هي محيطة بهم في هذه النشأة هي بعينها جهنم التي ستظهر في الصورة الموعودة عليهم، كما أنذرهم الشارع، إلا أنهم لا يعرفون ذلك، لعدم ظهورها في هذه النشأة عليهم في تلك الصورة، وهم لفرط جهلهم بالحقائق لا يعرفون الحقائق إلا بصورها.
وأما النفس المحيطة بالحقائق وتقلبها في الصور بحسب المواطن، فتعرف حقيقة الامر، بل قد ينعكس ذلك إلى مرآة خيالية التي هي مشكاة مصابيح النفس فتشاهد تلك الصور بأعيانها كما (١) جامع مشاهدته للصور المحسوسة، فإن النفوس الناطقة لا يشغلها شأن من شأن، ولا يلهيها موطن عن موطن، وإن لم يكن هذه الحال قائمة لهم بل مختلفة بحسب خواص الأوقات وما يتبعها من الأحوال كما ورد في الحديث المشتمل على رؤيته عليه السلام للجنة والنار وهو في الصلاة حذاء الحائط.
وأيضا تعرف من ذلك التحقيق قوله تعالى: ﴿الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا﴾ (2) وقول الخاتم الفاتح عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتحيات: الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. فإن ظاهره يدل على وقوع هذه الحال في الحال، والجرجرة بمعنى الصب، وهو متعد بنفسه فيكون فاعل قوله (يجرجر) الضمير الراجع إلى
وإن الأخلاق الرذيلة والعقائد الباطلة التي هي محيطة بهم في هذه النشأة هي بعينها جهنم التي ستظهر في الصورة الموعودة عليهم، كما أنذرهم الشارع، إلا أنهم لا يعرفون ذلك، لعدم ظهورها في هذه النشأة عليهم في تلك الصورة، وهم لفرط جهلهم بالحقائق لا يعرفون الحقائق إلا بصورها.
وأما النفس المحيطة بالحقائق وتقلبها في الصور بحسب المواطن، فتعرف حقيقة الامر، بل قد ينعكس ذلك إلى مرآة خيالية التي هي مشكاة مصابيح النفس فتشاهد تلك الصور بأعيانها كما (١) جامع مشاهدته للصور المحسوسة، فإن النفوس الناطقة لا يشغلها شأن من شأن، ولا يلهيها موطن عن موطن، وإن لم يكن هذه الحال قائمة لهم بل مختلفة بحسب خواص الأوقات وما يتبعها من الأحوال كما ورد في الحديث المشتمل على رؤيته عليه السلام للجنة والنار وهو في الصلاة حذاء الحائط.
وأيضا تعرف من ذلك التحقيق قوله تعالى: ﴿الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا﴾ (2) وقول الخاتم الفاتح عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتحيات: الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. فإن ظاهره يدل على وقوع هذه الحال في الحال، والجرجرة بمعنى الصب، وهو متعد بنفسه فيكون فاعل قوله (يجرجر) الضمير الراجع إلى