____________________
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.
ثم قال: أرأيت الحقيقة الواحدة كيف ظهرت على القوة العاقلة بصورة وحدانية لطيفة مجردة، ثم ظهرت على الحواس بصور متخالفة كثيفة مادية، فكأنها تنزلت مع النفس عن صرافة تجردها ووحدتها إلى التكثر والتعدد، فإذا وصلت النفس إلى مرتبة الحواس، وصلت هي إلى غاية التكثر والتعدد، وإذا ترقت إلى مرتبة التجرد الصرف توحدت هي، وللحقائق مع النفس صعودا وهبوطا، فهي إذن موجودة في النفس في الخارج عنها، وهي تصاحبها في مواطنها المختلفة، وتتصبغ في كل موطن من مواطنها بأحكامها من الوحدة والكثرة واللطافة والكثافة.
ومن ثم أقول: شأن العلم تكثر الواحد، وذلك في العلم التفصيلي المتحصل بما يلي الجهة السافلة من النفس، وكماله في المشاعر الظاهرة، وتوحيد الكثير، وذلك في العلم الحقيقي الاجمالي المتقوم بما يلي الجهة العالية من النفس وكماله في المدرك الشهودي المعبر عنه بنور الولاية، وهو غاية المراتب، ويليه في الشرف مرتبة الذوق الفطري. هذا كلامه (1).
ويظهر من تحقيقه الأخير معنى قوله عليه السلام: العلم نقطة كثره الجاهلون، وذلك أن العلم الحقيقي هو المتقوم بما يلي الجهة العالية من النفس ومدركه الشهودي. وأما العلم التفصيلي المتحصل بما يلي الجهة السافلة من النفس ويكون في المشاعر الظاهرة، فهو صور مختلفة لتلك الحقيقة الواحدة، فيكون العلم
ثم قال: أرأيت الحقيقة الواحدة كيف ظهرت على القوة العاقلة بصورة وحدانية لطيفة مجردة، ثم ظهرت على الحواس بصور متخالفة كثيفة مادية، فكأنها تنزلت مع النفس عن صرافة تجردها ووحدتها إلى التكثر والتعدد، فإذا وصلت النفس إلى مرتبة الحواس، وصلت هي إلى غاية التكثر والتعدد، وإذا ترقت إلى مرتبة التجرد الصرف توحدت هي، وللحقائق مع النفس صعودا وهبوطا، فهي إذن موجودة في النفس في الخارج عنها، وهي تصاحبها في مواطنها المختلفة، وتتصبغ في كل موطن من مواطنها بأحكامها من الوحدة والكثرة واللطافة والكثافة.
ومن ثم أقول: شأن العلم تكثر الواحد، وذلك في العلم التفصيلي المتحصل بما يلي الجهة السافلة من النفس، وكماله في المشاعر الظاهرة، وتوحيد الكثير، وذلك في العلم الحقيقي الاجمالي المتقوم بما يلي الجهة العالية من النفس وكماله في المدرك الشهودي المعبر عنه بنور الولاية، وهو غاية المراتب، ويليه في الشرف مرتبة الذوق الفطري. هذا كلامه (1).
ويظهر من تحقيقه الأخير معنى قوله عليه السلام: العلم نقطة كثره الجاهلون، وذلك أن العلم الحقيقي هو المتقوم بما يلي الجهة العالية من النفس ومدركه الشهودي. وأما العلم التفصيلي المتحصل بما يلي الجهة السافلة من النفس ويكون في المشاعر الظاهرة، فهو صور مختلفة لتلك الحقيقة الواحدة، فيكون العلم