10 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) قال: إحاطة الوهم، ألا ترى إلى قوله: (قد جاءكم بصائر من
____________________
1) أي: اتفق المسلمون على حقيقة ما في الكتاب، لأنه قطعي متفق عليه بين جميع الفرق، فلا يعارضه الاخبار المختلفة المتخالفة التي تفردتم بروايتها.
ثم قال: وفي هذا الخبر إشارة إلى دقيقة غفل عنها الأكثر، وهي أن الأشاعرة وافقونا في أن كنهه تعالى يستحيل أن يتمثل في قوة عقلية، وجوزوا مع ذلك ارتسامه وتمثله في قوة جسمانية، وتجويز إدراك القوة الجسمانية لها دون العقلية بعيد عن العقل، وأشار عليه السلام إلى أن كل ما ينفي العلم بكنهه تعالى من السمع ينفي الرؤية أيضا، فإن الكلام ليس في رؤية عرض من أعراضه تعالى، بل في رؤية ذاته، وهو نوع من العلم بكنهه تعالى (1).
وأما قوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى) فقال شيخنا الطبرسي تغمده الله برحمته: ولقد رأى جبرئيل في صورته التي خلق عليها نازلا من السماء نزلة أخرى، وذلك أنه رآه مرتين في صورته عند سدرة المنتهى (2).
ثم قال: وفي هذا الخبر إشارة إلى دقيقة غفل عنها الأكثر، وهي أن الأشاعرة وافقونا في أن كنهه تعالى يستحيل أن يتمثل في قوة عقلية، وجوزوا مع ذلك ارتسامه وتمثله في قوة جسمانية، وتجويز إدراك القوة الجسمانية لها دون العقلية بعيد عن العقل، وأشار عليه السلام إلى أن كل ما ينفي العلم بكنهه تعالى من السمع ينفي الرؤية أيضا، فإن الكلام ليس في رؤية عرض من أعراضه تعالى، بل في رؤية ذاته، وهو نوع من العلم بكنهه تعالى (1).
وأما قوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى) فقال شيخنا الطبرسي تغمده الله برحمته: ولقد رأى جبرئيل في صورته التي خلق عليها نازلا من السماء نزلة أخرى، وذلك أنه رآه مرتين في صورته عند سدرة المنتهى (2).