إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى، حيث قال 1): (ما كذب الفؤاد ما رأى) يقول: ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه وآله 2) ما رأت عيناه، ثم أخبر بما
____________________
والآخرة أن القوى والادراكات ضعيفة في الدنيا حتى إذا كانوا في الآخرة وخلقهم للبقاء قوي إدراكهم فأطاقوا رؤيته، انتهى. والمعلوم من مذهب أهل البيت عليهم السلام وعلمائهم امتناع الرؤية مطلقا، للآيات والاخبار والبراهين الواضحة (2).
1) أي: أولا قبل هذه الآية، وإنما ذكر عليه السلام ذلك لبيان أن المرئي قبل هذه الآية غير مفسر أيضا، بل إنما يفسره ما سيأتي بعدها.
2) اختلف المفسرون في معنى هذه الآيات، فذكروا أن قوله تعالى: (ما كذب الفؤاد ما رأى) يحتمل إرجاع ضمير رأى إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى الفؤاد.
قال البيضاوي: (ما كذب الفؤاد ما رأى) ببصره من صورة جبرئيل أو الله، أي: ما كذب الفؤاد بصره بما حكاه له، فإن الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب، ثم تنتقل منه إلى البصر، أو ما قال فؤاده (3) لما رآه: لم أعرفك، ولو قال ذلك كان كاذبا، لأنه عرفه بقلبه كما رآه ببصره أو ما رآه بقلبه، والمعنى: لم يكن تخيلا كاذبا، ويدل عليه أنه سئل عليه السلام: هل رأيت ربك؟ فقال: رأيته بفؤادي، وقرئ (ما كذب) أي: صدقه ولم يشك فيه، (أفتمارونه على ما يرى) أفتجادلونه عليه، من المراء وهو المجادلة (4)، انتهى.
وقوله: (ولقد رآه نزلة أخرى) قال الرازي يحتمل الكلام وجوها ثلاثة، الأول: الرب تعالى، والثاني: جبرئيل عليه السلام، والثالث: الآيات العجيبة
1) أي: أولا قبل هذه الآية، وإنما ذكر عليه السلام ذلك لبيان أن المرئي قبل هذه الآية غير مفسر أيضا، بل إنما يفسره ما سيأتي بعدها.
2) اختلف المفسرون في معنى هذه الآيات، فذكروا أن قوله تعالى: (ما كذب الفؤاد ما رأى) يحتمل إرجاع ضمير رأى إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى الفؤاد.
قال البيضاوي: (ما كذب الفؤاد ما رأى) ببصره من صورة جبرئيل أو الله، أي: ما كذب الفؤاد بصره بما حكاه له، فإن الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب، ثم تنتقل منه إلى البصر، أو ما قال فؤاده (3) لما رآه: لم أعرفك، ولو قال ذلك كان كاذبا، لأنه عرفه بقلبه كما رآه ببصره أو ما رآه بقلبه، والمعنى: لم يكن تخيلا كاذبا، ويدل عليه أنه سئل عليه السلام: هل رأيت ربك؟ فقال: رأيته بفؤادي، وقرئ (ما كذب) أي: صدقه ولم يشك فيه، (أفتمارونه على ما يرى) أفتجادلونه عليه، من المراء وهو المجادلة (4)، انتهى.
وقوله: (ولقد رآه نزلة أخرى) قال الرازي يحتمل الكلام وجوها ثلاثة، الأول: الرب تعالى، والثاني: جبرئيل عليه السلام، والثالث: الآيات العجيبة