أهوائها، حتى يهلك باختيار واحد من الأديان الباطلة، أو الأغراض الباطلة.
أو كل واد من أودية الدنيا، وكل شعبة من شعب أهواء النفس الامارة بالسوء، من حب المال والجاه والشرف والعلو، ولذة المطاعم والمشارب والملابس والمناكح وغير ذلك من الأمور الفانية الباطلة.
والحاصل أن من اتبع الشهوات النفسانية أو الآراء الباطلة، ولم يصرف نفسه عن مقتضاها إلى دين الحق، وطاعة الله وما يوجب قربه، لم يمدده الله بنصره وتوفيقه، ولم يكن له عند الله قدر ومنزلة، ولم يبال بأي طريق سلك، ولا في أي واد هلك، وقيل: بأي واد من أودية جهنم.
وقيل: يمكن أن يراد بالهم الواحد: القصد إلى الله، والتوكل عليه في جميع الأمور، فإنه تعالى يكفيه هم الدنيا والآخرة، بخلاف من اعتمد على رأيه، وقطع علاقة التوكل عن نفسه، ويحتمل أن يكون المراد بالهم: الحزن والغم أي من كان حزنه للآخرة كفاه الله ذلك، وأوصله إلى سرور الأبد، ومن كان حزنه للدنيا وكله الله إلى نفسه، حتى يهلك في واد من أودية أهوائها.
12 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن فضيل بن يسار، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا عبد الواحد ما يضر رجلا، إذا كان على ذا الرأي ما قال الناس له، ولو قالوا مجنون، وما يضره ولو كان على رأس جبل يعبد الله حتى يجيئه الموت. (1) بيان: " ما يضر " ما نافية، ويحتمل الاستفهام على الانكار، " على ذا الرأي " أي على هذا الرأي، وهو التشيع، " ما قال " فاعل ما يضره، " ولو قالوا مجنون " فان هذا أقصى ما يمكن أن يقال فيه، كما قالوا في الرسول صلى الله عليه وآله " وما يضره " أي قول الناس، وهذا أيضا يحتمل الاستفهام على الانكار " ولو كان على رأس جبل " أي لكثرة قول الناس فيه هربا من أقوالهم فيه وضررهم، " يعبد الله "