وقال المتكلمون منهم الإمامة: استقرت لعلي بالاجماع لانعقاده زمان الشورى على أنها له، أو لعثمان، فتعينت له بعد عثمان ذكر ذلك نظام الدين الشافعي في شرحه للطوالع وقد اعترفوا بسخط عائشة على علي في زمان إمامته المجمع عليها فلينظر العاقل في إيمان من هذا فعلها ولو فعل ذلك أحد غيرها بخليفة غيره لسارعوا إلى تكفيره مع أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقل في حق غير علي: حربك حربي، وحرب النبي كفر بالاجماع وقد أسلفنا طرفا من حرب صفين في بدع معاوية، وسيأتي منه جانب آخر قريب إن شاء الله ويأتي أيضا حرب الجمل، في فصل مفرد، وأما الخوارج فقد ظهرت فيهم علامة المروق من الدين بقتل ذي الثدية كما أخبر به سيد المرسلين أمير المؤمنين، فليس في ذلك كله طعن في الاجماع، بل عارضوا الدين بالاجماع.
وما ذكر من دفن علي في موضع قتله فزور إذ قد أخبر الصادق عليه السلام وأولاده به، وأولاد كل شخص أعرف بقبره، ومذهب الإمامية مشهور بتحريم الدفن في المساجد، فلا عبرة بما افتراه المعاند.
وقال الغزالي: ذهب الناس إلى أن عليا دفن على النجف وأنهم حملوه على الناقة، فسارت حتى انتهت إلى موضع قبره، فبركت ولم تنهض فدفنوه فيه.
وقال أبو بكر الشيرازي في كتابه عن الحسن البصري: أنه عليه السلام قال لولديه:
إذا أنا مت ستجدان عند رأسي حنوطا من الجنة وثلاثة أكفان من استبرقها، فوجدوا عند رأسه طبقا من ذهب، عليه خمس خامات، فلما جهزوه حملوه على بعير، فبرك عند قبره، وكان قد أعلمهم بذلك فوالله ما علم أحد من حفره فالحد فيه وأظلت الناس غمامة بيضاء، وطير أبيض حتى فزعوا.
وأخرج الشيخ في تهذيب الأحكام عن الصادق عليه السلام أنه أوصى ولديه بحمل مؤخر السرير، وقال: تكفيان مقدمه، وتنتهيان إلى قبر محفور، واللبن موضوع فألحداني وأشرجا اللبن علي.
وفي دلائل البطائني كان في مقدم سريره جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، و