الله قال: فممن الباطل؟ قال: من الله قال: فمن المبطل؟ فانقطع وكان يلزمه أن يقول: هو الله.
4 - طلب الله التوبة من عباده، فمنهم من أقر وأناب، ومنهم من أصر و خاب، فمن التائب والخائب؟ إذا لم يكن له فعل، إنما هو الله.
5 - يلزم أن كل ما في الوجود من الكفر والمناقضات، والسب والمنازعات والرذايل والمجاحدات إنما وقعت من الله لنفسه، فهو الذي سبها وناقضها ونازعها.
6 - يقال للمجبر: المناظرة التي جرت لي معك إن كانت مني ومنك بطل مذهبك، وإن كانت من الله لنفسه، فهل تقبل العقول أنه يناظر نفسه ليغلب نفسه فيصير الله غالبا مغلوبا، عالما جاهلا، محقا مبطلا؟
7 - الإنسان ينقل من جهل إلى علم، ومن شك إلى يقين. فهذه الأفعال إن كانت من الله لزم الكفر والجهل به، وإن كانت من العبد فالمطلوب.
8 - في الوجود عبد ومعبود، فإن كان الكل من الله، فالعبد المتخشع المتذلل هو المعبود المتكبر المتجلل.
فصل لعل أحدا يقول هذه لا يعتقدها علماؤهم، وإنما هو في عوامهم، قلنا: ذكر الرازي وهو من أعاظمهم في المسألة الثالثة والعشرين من كتاب الأربعين الذي صنفه لولده العزيز عليه أنه لا يخرج شئ إلى الوجود إلا بقدرة الله، وفي الرابعة والعشرين أنه مريد لجميع الكائنات، لأن كلما علم وقوعه فهو مراد الوقوع، و كلما علم عدمه فهو مراد العدم.
قال: فعلى هذا إيمان أبي جهل مأمور به وغير مراد، وكفره منهي عنه و هو مراد.
قلنا: لو كان كذا لزم أن يقطع أبو جهل وكل كافر حجة النبي بأن يقول:
اتباع إرادة الله أولى وأوجب من اتباع إرادتك لأن الذي أرسلك لا يريد إيماننا