فصل الناكثان يطلبان عليا بدم عثمان، وقد روى المدائني أن عليا سمع بعض بنات أبي سفيان تضرب بالدف وتقول:
ظلامة عثمان عند الزبير * وأوثر منه بها طلحة هما سعراها بأجذالها * وكانا حقيقين بالفضحة يهران سرا هرير الكلاب * ولو أعلنا كانت النبحة فقال علي: قاتلها الله ما أعلمها بموضع ثأرها.
ويعضده ما رواه الواقدي أن مروان لما رأى طلحة يحث الحرب على علي قال: والله إني لأعلم أنه ما حرض على قتل عثمان كتحريض طلحة ولا قتله سواه وقد أسلفنا كتابه إلى عبد الله بن حكيم يحثه على قتل عثمان ولما رمى طلحة بسهم أسقط مغشيا عليه، فأفاق واسترجع، وقال: أظن أنا عنينا بقوله تعالى: (و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة (1)) ما أظن هذا السهم إلا أرسله الله علي، ثم دفن بالصبخة (2) ولم يصل عليه أحد، وكان الرامي له مروان، وذكره في المعارف قال الأصمعي: رماه بسهم وقال: لا أطلب ثأر عثمان بعد اليوم فمات طلحة (3).