أمن، قال: بل قبره في جامع الكوفة.
قال ابن الجوزي: لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجموه، فإنه قبر مغيرة ابن شعبة فأخفى الله قبر علي وظهر للرافضة غيره، لعلمه أنهم ينقلون موتاهم إليه فمنعهم من الاتصال به.
قلنا: هذا النقل عن ابن الجوزي غير صحيح، لأنه قال في كتاب تاريخه:
إن أبا الغنايم من عباد أهل السنة ومحدثيهم قال: مات بالكوفة ثلاثمائة صحابي ليس قبر أحد منهم بمعروف إلا قبر أمير المؤمنين عليه السلام وهو هذا الذي تزوره الناس الآن.
جاء الصادق والباقر فزاراه وقد كان أرضا حتى جاء محمد بن زيد الداعي صاحب الديلم فأظهره السر في إنكاره أن لا ينقل المخالف إليه ميتا لا يتصل به فقطعوا أفلاذ أكباده وشردوا أولاده، من أجل هذا طرد الله عن جيرته أرواح أضداده.
قالوا: جعلتم في صندوقه معيديا كلم بعض السلاطين فرده رافضيا فكسر العاقولي الصندوق وأخرجه قلنا: لو كان ذلك حقا لورخ المخالف اسم ذلك السلطان وعين ما وقع فيه من الأزمان لينتهز به الفرصة لكسر أهل الإيمان ولو فرض وقوع ذلك من خدام الإمام لم يضر المذهب كما يضر الاسلام فسقة بني شيبة سدنة البيت الحرام، وقد تشيع السلطان خدابنده وكان من كمال إيمانه وعقله أن كتب الثلاثة على أسفل نعله، وليس هذا بأعجب من إنكارهم إبراء قبر الحسين عليه السلام ذوي العاهات، محتجين بأن الشفا يضاد فعل الله، قلنا: هذا رد لصريح القرآن في عيسى وباقي معاجز الأنبياء.
قالوا: هي هناك قلنا: فكذا هنا، ويلزم على قولهم إبطال الرقيات، وتحريم صناعة الأطباء على أنه قد أسند ابن الجوزي في المجلد الرابع من المنتظم إلى جعفر الجلودي أنه كان به جرب فمسحه بقبر الحسين عليه السلام ونام فانتبه، وليس به شئ منه.