الحديث الثامن والأربعين من أفراد مسلم.
ومنها: أنه آثر أهله بأموال المسلمين، فدفع إلى أربعة زوجهم بناته أربعمائة ألف دينار وإلى مروان مائة ألف دينار.
قالوا: ربما كان ذلك من ماله قلنا: روى الواقدي أن عثمان قال: إن أبا بكر وعمر كانا يناولان من هذا المال قرابتهما وإني ناولت منه صلة رحمي.
وروى الواقدي أنه قسم مال البصرة بين ولده وأهله بالصحاف وروى الواقدي أيضا أن إبلا من الصدقة وهبها عثمان للحارث ابن الحكم بن أبي العاص وولى الحكم بن أبي العاص على صدقات قضاعة، فبعث ثلاثمائة ألف فوهبها له و أعطى سعيد بن العاص مائة ألف دينار، فأنكر الناس عليه، وقسم بيت المال على المقاتلة وغيرهم.
قالوا: ذلك بالاجتهاد قلنا: الله ورسوله أعلم بمصالح العباد، فإذا عينا لبيت المال جهة مخصوصة لم يجز العدول عنها بالاجتهاد.
تذنيب قال أهل التواريخ وصاحب الاستيعاب منهم: لما مات خلف ثلاث زوجات أصاب كل واحدة منهن ثلاثة وثمانون ألف دينار، فجملة المتروك أضعافها، فمن له هذا التكالب على الدنيا، كيف يصلح لخلافة الأنبياء؟
ومنها: ما ذكره عبد الله بن طاهر في كتاب لطائف المعارف أنه كسر ضلع ابن مسعود لما أبى أن يأتيه بمصحفه ليحرقه، ومنعه العطا وأنه كان مع كونه عظيم الشأن يكفر عثمان.
ففي مسلم والبخاري قيل لابن مسعود: صلى عثمان بمنى أربع ركعات فاسترجع وقال: صليت مع النبي ومع أبي بكر وعمر ركعتين ونحوه في مسند أحمد وفي تاريخ الطبري قال له علي: لقد عهدت نبيك يصلي ركعتين وأبا بكر وعمر فما أدري ما ترجع إليه، قال: رأي رأيته، وعاده عثمان في مرضه وسأله الاستغفار له فقال:
أسأل الله أن يأخذ لي منك بحقي وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان.
ولما مر ابن مسعود من العراق معتمرا وجد أبا ذر على الطريق ميتا مكفنا