ولولا أن الله يقول: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية (1)) لسكتنا عنهم، ولم نعادهم، وهذا علي ومن كان في حزبه لم يتعافوا عن طلحة والزبير وعائشة، والآخرون والأمر مشهور.
وهذا معاوية وابن العاص وأتباعهما برئوا من علي وأصحابه وحزبهم ولعنهم لهم معروف وقد روى جرير بن عبد الحميد الضبي أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان بصفين متقلدا بسيفين، يقاتل عليا عليه السلام ويقول: هذا عن نفسي، و هذا عن أبي.
وهذا سعد (2) وابن عمر وأصحابهما لم يروا تقليد علي وهو إمامهما، وهذا عثمان نفا أبا ذر، وهذا عمار وابن مسعود لعنا عثمان، حتى دق ضلع ابن مسعود وفتق بطن عمار، ولم ينكر أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله عليهم.
وقال ابن مسعود: وددت أني وعثمان برمل عالج يحثو علي وأحثو عليه حتى يموت الأعجز منا، فيريح الله المسلمين منه. وفي رواية ابن مرة أنه قال:
عثمان جيفة على الصراط (3) ومثله روي عن عمار.