أن أنزل أو تقدر أن تسألني؟ قال: لا.
وقال مجبر لعدلي: ما دليلك على تقدم الاستطاعة على الفعل؟ قال: الهرة والفارة لولا أن الهرة والفارة تعلم قدرتها على أخذها لم تهرب منها.
قالوا قوله تعالى: (فلا يستطيعون سبيلا (١)) قلنا: المراد لا يستطيعون تصحيح ما نسبوه إليه من الشعر والجنون والسحر، والمراد كأنهم لا يستطيعون مثل (صم بكم عمي فهم لا يرجعون (٢)) ولأن الآية جاءت للتوبيخ، ولولا الاستطاعة انتفى المعنى.
واجتمع إلى بحر الخاقاني جماعة من اليهود، قالوا: كيف تأخذ منا الجزية وفي بلدك علماء مجبرة وأنت على قولهم، يقولون: إنا لا نقدر على الاسلام، فجمعهم فقالوا: نعم نقول بذلك، فطالبهم بالدليل فلم يقدروا عليه فنفاهم.
تذنيب بحث في التقية قال الله تعالى: (إلا أن تتقوا منهم تقاة (٣) إن أكرمكم عند الله أتقاكم (٤) وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه (٥)) وقال الصادق عليه السلام:
التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، التقية ترس الله في الأرض، ليس منا من لم يلزم التقية، ويصوننا عن سفلة الرعية، خالطوا الناس بالبرانية وخالفوهم بالجوانية، ما دامت الإمرة صبيانية.
ولما هاجر النبي صلى الله عليه وآله أسر أبو جهل عمارا وألزمه بسب النبي وضربه عليه فسبه وهرب إلى النبي صلى الله عليه وآله باكيا فقال قوم: كفر عمار، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
كلا؟ إنه ملئ إيمانا فقال: عمار أيفلح من سب النبي؟ فقال عليه السلام: إن عاد ذلك فعد لهم بما قلت ﴿إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾ (6).