أما أنت يا طلحة أفلست القائل (لئن مات النبي لننكحن أزواجه؟) فنزل تحريمهن أبدا.
وأما أنت يا زبير فوالله مالان قبلك يوما ولا ليلة، وما زلت جلفا جافيا مؤمن الرضا، كافر الغضب يوما شيطانا ويوما رحمانا.
وأما أنت يا عثمان فوالله لروثة خير منك، ولئن وليتها لتحملن بني معيط على رقاب الناس ولئن فعلتها لتقتلن قالها ثلاثا.
وأما أنت يا عبد الرحمن فعاجز تحب قومك.
وأما أنت يا سعد فصاحب عصبة وفتنة مفتتن وقتال لا تقوم بقرية لو حملتها.
وأما أنت يا علي فوالله لو وزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحتهم، ثم قام علي وخرج فقال عمر: والله إني لأعلم مكان الرجل لو وليتموه أمركم ليحملنكم على المحجة البيضاء قالوا: فلم لا توليه؟ قال: ليس إلى ذلك سبيل. (1) وقال له ابنه مثل ذلك فقال: أكره أن أتحملها حيا وميتا (2).
وفي كتاب السقيفة للجوهري منهم ما يناسب ذلك وفي كتاب الاستيعاب منهم قول ابن عباس: ما أدري ما أصنع بأمة محمد؟ قلت: إنك القادر على أن تضع ذلك مكان الثقة، قال: تعني عليا؟ قلت: أجل قال: إنه كان كما ذكرت لكنه كثير الدعابة.
قال ابن طاووس: الدعابة من أخلاق النبيين، فانظر كيف طعن عمر فيهم ثم أهلهم وجعل الأمر إليهم، دون غيرهم ثم نقل الأمر إلى أربعة وأمر بقتل من خالفهم، ثم نقله إلى ثلاثة، وجعل للثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن، لعلمه أنه لا يعدل بها عن ختنه وابن عمه عثمان، وأن عليا وعثمان لا يجتمعان ثم أمر بقتل