أمر الله نبيه بسؤال الكتابيين (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين (1)) ولأنه لو لم يدخل لفهم بعضهم أنه لا يصلح للإمامة، وأدى ذلك إلى عدم تنفيذه لأحكام الله سبحانه وقد صالح النبي صلى الله عليه وآله سهيل بن عمر، ومحا اسم النبوة من الكتاب وشرط عليه رد من أسلم إليه، وليس في ذلك دخول النبي صلى الله عليه وآله في ضلال، فسقط ما ذكرتم في الشورى من الاستدلال.
وقد أسند أخطب خوارزم برجاله إلى أبي الطفيل قال: كنت على الباب وقت الشورى، فارتفعت الأصوات فسمعت عليا يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا والله أحق منه، فأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ثم بايع أبو بكر لعمر، وأنا والله أولى بالأمر منه فأطعت مخافة أن يرجع الناس كفرا ثم تريدون أن تبايعوا لعثمان فإذا لا أطيع ثم شرع في المناشدة بخصال اعترفوا بها وذكر نحو ذلك ابن مردويه وهو من ثقاتهم.
وذكر ابن الراوندي من أعيانهم في منهاج البراعة أن عليا قال: أدخل معهم لأن عمر روى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا تجتمع النبوة والإمامة في بيت، و الآن فقد استصلحني لها، فأدخل ليظهر أنه كذب نفسه، فأين الرضا بالشورى مع هذه الأمور المشهورة.
فصل قالوا في إمامة علي: لم يكن لها سبب سوى البيعة والاجماع فيها، بل من الناس من أباها ومنهم من سكت عنها، ومنهم من أتاها، وقد كانت عائشة في الحج فلما قدمت وعلمت قتل عثمان طلبت من علي قتل قتلته وهم عشرون ألفا فأبى ذلك فخرجت إلى البصرة ساخطة عليه، قائلة ما باله يستولي على رقابنا، لا أدخل المدينة ولعلي فيها سلطان.