الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٤
صححوا ذلك وقد صانه الله بألطافه وقال: (فسيكفيكهم الله (1)) وكان يعلم الناس التحرس من السحر، (2) ولو جاز عليه ذلك التنفيذ، جاز أن ينقص عن الشريعة أو يزيد، وفي ذلك إسقاطه وإسقاط مذهب الاسلام، عند أعدائه من الأنام.
ومنهم: مقاتل، قال الجزري: كان كذابا بإجماع المحدثين، وقال وكيع:
كذاب وقال السعدي: كان حسودا وقال البخاري: كان مقاتل لا شئ البتة، و قال الساجي: كذاب متروك، وقال الرازي: متروك الحديث، وقال النسائي:
من الكذابين المعروفين بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بخراسان، وابن سعيد بالشام.
ومنهم: أبو حنيفة قال الغزالي: أجاز أبو حنيفة وضع الحديث على وفق

(١) البقرة، ١٣٧.
(٢) وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: كان لرسول الله غلام يهودي يخدمه، يقال له لبيد بن أعصم، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي صلى الله عليه وآله وكان النبي يذوب ولا يدري ما وجعه.
فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات ليلة نائم، إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه. والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟ قال: مطبوب قال: من طبه؟ قال: لبيد بن أعصم، قال: بم طبه! قال: بمشط ومشاطة، وجف طلعة ذكر بذي أروان، وهي تحت راعوفة البئر.
فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله، ومن مشاط رأسه و إذا تمثال من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وآله، وإذا فيها أبر مغروزة وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة.
فأتاه جبرئيل بالمعوذتين فقال: يا محمد! قل أعوذ برب الفلق - وحل عقدة - من شر ما خلق - وحل عقدة - حتى فرغ منها وحل العقد كلها، وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها الما، ثم يجد بعد ذلك راحه فقيل: يا رسول الله لو قتلت اليهودي، فقال: قد عافاني الله، وما وراءه من عذاب الله أشد، أخرجه السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٤١٧.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست