اختلاف أصحابي لكم رحمة (1) قيل: ومن أصحابك قال: أهل بيتي ومن تبعهم.
قال محمد بن بابويه: أهل البيت لا يختلفون إلا من حيث التقية رحمة للشيعة وإذا تعدلت الأخبار فقد جاء عن الصادق عليه السلام من طريقين إلا إذا وافق أحدهما مذهب العامة فيترك قال ابن بابويه: لاحتمال خروجه على التقية، وما خالفهم لا يحتمل ذلك.
ثم نرجع ونقول: إن كان في سابقتهم من بلغ إلى مرتبتهم، فلم لا كانت الإضافة إليهم، وقد قال الغزالي في خطبة كتابه المسمى باقتحام العوام عن علم الكلام. إعلام: اعلم أن الحق الصريح عن أهل البصائر مذهب السلف، أعني الصحابة والتابعين. فقد نبه على إسقاط الاقتداء بالأربعة، ولقد قال: أقضى الأمة بشهادة نبيه في نهج بلاغته ترد على أحدهم القضية فيحكم فيها برأيه، ثم ترد بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم تجتمع القضاة عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد! وكتبهم واحد، أفأمرهم بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه؟ أم كانوا شركاء لله فلهم أن يقضوا وعليه أن يرضى، أم أنزل الله دينا تاما فقصر الرسول بتبليغه).
ولقد أحسن النيلي حيث أخذ شيئا من ذلك فقال:
وقالوا اختلاف الناس في الفقه رحمة * فلم ذا لما هذا يحل ويحرم أربان للانسان أم كان دينهم * على النقص من دين الكمال فتمموا أم الله لا يرضى بشرع نبيه * فأضحوا هم في ذلك الشرع أقوم أم المصطفى قد كان في وحي ربه * يقصر في تبليغه ويجمجم أم القوم كانوا أنبياء صوامتا * فلما قضى المبعوث عنهم تكلموا أم الدين لم يكمل على دين أحمد * فعادوا عليه بالكمال وأحكموا أما قال إني اليوم أكملت دينكم * وأتممت للنعماء مني عليكم فما فرط الباري إذا في كتابه * بشئ ولا أن المشيئة منهم