شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢١٩
يحمي الطبيب المريض.
* الشرح:
قوله (إن المؤمن ليكرم على الله حتى لو سأله الجنة بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا وإن الكافر ليهون على الله حتى لو سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملكه شيئا) انتقاص «كم كردن وكم شدن» فهو متعد ولازم، والأول هو المراد هنا يفهم منه أن المؤمن لو سأل تمام الدنيا أو بعضها لم يعطه لأنه يحميه عنها لمصلحة عائدة إليه ولأن الدنيا مبغوضة والمؤمن محبوب، والمبغوض لا يناسب المحبوب، وإنه لا يسأل تمام الجنة لعلمه بأن لغيره من المؤمن نصيبا فيها فطلب الاختصاص محال.
لا يقال: الشرطية تقتضي تحقق الإعطاء على تقدير وقوع السؤال، ووقوع السؤال أمر ممكن فيلزم تحقق الإعطاء عند سؤال مؤمن ذلك.
لأنا نقول: وقوع السؤال وإن كان ممكنا في نفسه إلا أنه ممتنع بالغير وهو العلم باستحالة الاختصاص، والموقوف على الممتنع بالغير ممتنع بالغير أيضا، على أن الشرطية خرجت مخرج المبالغة في تعظيم المؤمن وأن الدنيا مبغوضة لا قدر لها عند الله حيث يعطيها عدوه وأن الكافر لو سأل الجنة لا يجيبه لأنها محرمة على الكافرين وأنه لا يسأل تمام الدنيا لعلمه بأن غيره من الخلق مرزوق فيها واعتبر فيه سائر ما ذكرناه، والله أعلم وقد مر شرح باقي الحديث في هذا الباب.
29 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في كتاب علي (عليه السلام) أن أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون، ثم الأمثل فالأمثل; وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر ومن سخف دينه وضعف علمه قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن النقي من المطر إلى قرار الأرض.
* الشرح:
قوله (وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر) ولو جعلها كذلك لما منع المؤمن من الدنيا ولما اختبره بالبلاء ولما سقى الكافر فيها شربة من الماء وإنما جعل الآخرة كذلك فلذلك يعطي المؤمن فيها ما تقر به عينه من الثواب ويعاقب الكافر فيها بأنواع من العقاب، ولا ينبغي للمؤمن الفقير الممتحن بالبلاء أن يغتم لأنه مشارك للأنبياء والأولياء، ولا للغني الخلي منه أن يغتر ويفتخر لأنه مشارك للكفرة والجهلاء (وأن البلاء أسرع إلى المؤمن التقى من المطر إلى قرار الأرض) شبه البلاء النازل إلى المؤمن
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430