يحمي الطبيب المريض.
* الشرح:
قوله (إن المؤمن ليكرم على الله حتى لو سأله الجنة بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا وإن الكافر ليهون على الله حتى لو سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملكه شيئا) انتقاص «كم كردن وكم شدن» فهو متعد ولازم، والأول هو المراد هنا يفهم منه أن المؤمن لو سأل تمام الدنيا أو بعضها لم يعطه لأنه يحميه عنها لمصلحة عائدة إليه ولأن الدنيا مبغوضة والمؤمن محبوب، والمبغوض لا يناسب المحبوب، وإنه لا يسأل تمام الجنة لعلمه بأن لغيره من المؤمن نصيبا فيها فطلب الاختصاص محال.
لا يقال: الشرطية تقتضي تحقق الإعطاء على تقدير وقوع السؤال، ووقوع السؤال أمر ممكن فيلزم تحقق الإعطاء عند سؤال مؤمن ذلك.
لأنا نقول: وقوع السؤال وإن كان ممكنا في نفسه إلا أنه ممتنع بالغير وهو العلم باستحالة الاختصاص، والموقوف على الممتنع بالغير ممتنع بالغير أيضا، على أن الشرطية خرجت مخرج المبالغة في تعظيم المؤمن وأن الدنيا مبغوضة لا قدر لها عند الله حيث يعطيها عدوه وأن الكافر لو سأل الجنة لا يجيبه لأنها محرمة على الكافرين وأنه لا يسأل تمام الدنيا لعلمه بأن غيره من الخلق مرزوق فيها واعتبر فيه سائر ما ذكرناه، والله أعلم وقد مر شرح باقي الحديث في هذا الباب.
29 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في كتاب علي (عليه السلام) أن أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون، ثم الأمثل فالأمثل; وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر ومن سخف دينه وضعف علمه قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن النقي من المطر إلى قرار الأرض.
* الشرح:
قوله (وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر) ولو جعلها كذلك لما منع المؤمن من الدنيا ولما اختبره بالبلاء ولما سقى الكافر فيها شربة من الماء وإنما جعل الآخرة كذلك فلذلك يعطي المؤمن فيها ما تقر به عينه من الثواب ويعاقب الكافر فيها بأنواع من العقاب، ولا ينبغي للمؤمن الفقير الممتحن بالبلاء أن يغتم لأنه مشارك للأنبياء والأولياء، ولا للغني الخلي منه أن يغتر ويفتخر لأنه مشارك للكفرة والجهلاء (وأن البلاء أسرع إلى المؤمن التقى من المطر إلى قرار الأرض) شبه البلاء النازل إلى المؤمن