باب من وصف عدلا وعمل بغيره 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يوسف البزاز، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) [أنه] قال: إن [من] أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره.
* الشرح:
قوله (إن [من] أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره) شمل الوعيد من وصف إماما عادلا اعترف بحقه وخالفه، ومن وصف حقيقة العدل ومنافعه وجار، ومن وصف أعمالا وأخلاقا حسنة وعمل بغيرها. ومن وصف أعمالا وأخلاقا قبيحة وعمل بها، ومن وعظ الناس ولم يتعظ وهو بالقول مدل واثق، وبالعمل مقل فاسق، ومن أمر بالمعروف وتركه ونهى عن المنكر وفعله. ودل على ذم هؤلاء أيضا قوله: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) وقوله تعالى: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «مررت ليلة أسري بي بقوم تقرض شفاهم بمقاريض من نار فقلت من أنتم؟ فقالوا كنا نأمر بالخير ولا نأتيه وننهى عن الشر ونأتيه» وما رواه العامة «أنه يؤتى برجل يوم القيامة فيلقى في النار فيندلق قباب بطنه أي تخرج أمعاؤه فيدور كما يدور الحمار بالرحى ويقول كنت آمر بالخير ولا آتيه وأنهى عن الشر وآتيه». وانما كانت حسرته أشد لوقوعه في الهلكة مع العلم وهو أشد من الوقوع فيها بدونه، ولمشاهدته نجاة الغير بقوله وعدم نجاته به.
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الأعشى عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن [من] أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا وعمل بغيره.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
4 - محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن عبد الله بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في قول الله عز وجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.
5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن خيثمة قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): أبلغ شيعتنا أنه لن ينال ما عند الله إلا بعمل، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم يخالفه إلى غيره.