باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق مقالته ولا ينتصف من عدوه وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها لأن كل مؤمن ملجم.
* الشرح:
قوله (أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق مقالته) (1) ألا ترى أن جميع الأنبياء والأوصياء كانوا كذلك، والمراد عدم تصديق أكثر الخلق إذ بعضهم قد يصدقه، وما من متكلم صادق إلا وله مصدق (ولا ينتصف من عدوه) أي لا ينتقم. (وما من مؤمن يشفى نفسه إلا بفضيحتها) شفاه يشفيه من باب ضرب فاشتفى هو، وهو من الشفاء بمعنى البرء من الأمراض ويستعمل في شفاء القلب من الأمراض النفسية والمكاره القلبية كما يستعمل في شفاء الجسم من الأمراض البدنية وكون شفاء نفسه من غيظ العدو موجبا لفضيحتها ظاهر لأن الانتقام من العدو مع عدم القدرة عليه يوجب الفضيحة والذلة وزيادة الإهانة والأذى (لأن كل مؤمن ملجم) تعليل لجميع ما ذكر.
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع أيسرها عليه مؤمن يقول بقوله يحسده، أو منافق يقفو أثره، أو شيطان يغويه، أو كافر يرى جهاده فما بقاء المؤمن بعد هذا.
* الشرح:
قوله (ان الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع أيسرها عليه مؤمن يقول بقوله يحسده أو منافق يقفو أثره أو شيطان يغويه) أي يريد أن يغويه ويضله عن سبيل الحق بالوسوسة والخاطرات كما