عقله. أما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله وعلى ولده وعلى أهله وعلى كل شيء منه ولم يسلط على عقله، ترك له ليوحد الله به.
* الشرح:
قوله (لا يبتليه بذهاب عقله) لأن فائدة الابتلاء التصبر والتذكر والرضا ونحوها ولا يتصور شيء من ذلك بذهاب العقل وفساد القلب ولا ينافي ذهاب العقل لا لغرض الابتلاء على أن الموضوع هو المؤمن والمجنون ليس بمؤمن.
23 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين إما بذهاب ماله أو ببلية في جسده.
* الشرح:
قوله (إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين) المراد بالعبد العبد المحبوب لله تعالى فإذا أحبه ابتلاه بإحدى الخصلتين ليشرفه بتلك المنزلة التي لا مدخل لكسبه فيها.
24 - عنه، عن ابن فضال، عن مثنى الحناط، عن أبي اسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: لولا أن يجد عبدي المؤمن في قلبه لعصبت رأس الكافر بعصابة حديد، لا يصدع رأسه أبدا.
* الشرح:
قوله (قال الله عز وجل لولا أن يجد عبدي المؤمن في قلبه لعصبت رأس الكافر بعصابة حديد لا يصدع رأسه أبدا) الوجد: الحزن، والعصابة بالكسر: العمامة وكل ما يعصب به الرأس.
يقال عصبت رأسه بعصابة تعصيبا وعصبته بها عصبا أي شددته بها، والصداع وجع الرأس يقال منه صدع تصديعا بالبناء للمفعول، ولعل المراد أن نزول البلية في الدنيا على الكافر لئلا يحزن المؤمن بصحته وفراغ خاطره دائما ولولا ذلك تنزل عليه البلية ما دام في الدنيا.
25 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض، ومثل المنافق كمثل الإرزبة المستقيمة التي لا يصيبها شيء حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا.