شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢١٨
(ويعثر العثرة) المراد بها عثرة الرجل ويجوز أن يراد بها ما يعم عثرة اللسان أيضا لكنه بعيد، أقول العثار والعثرة بالفارسية «بسر در آمدن ولغزيدن»، إلا أن العثرة للمرة والفعل من باب قتل وفي لغة من باب ضرب ويقال للزلة عثرة لأنها سقوط في الإثم.
(ويمرض المرضة) أقول هي للمرة والفعل من باب علم لازم يقال مرض الإنسان مرضا، ويعدى بالألف فيقال أمرضه الله، والمرض حالة خارجة عن الطبع ضارة بالفعل، وقيل: المرض:
كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة أو نفاق أو تقصير في أمر.
(ويشاك الشوكة) يقال شاكته الشوكة تشوكه شوكة وشيكة إذا دخلت في جسده، وانتصاب الشوكة بالمفعولية المطلقة كانتصاب الخدشة والنكبة والعثرة، فإن قلت: تلك المصادر بخلاف الشوكة فإنها واحدة الشوك وهو من الشجر معروف فكيف يكون مفعولا مطلقا؟ قلت: يجيء المفعول المطلق غير مصدر إذا لابس المصدر بالآلية ونحوها، نحو: ضربته سوطا، وإن أبيت فاجعل انتصابها بنزع الخافض أي يشاك بالشوكة.
(وما أشبه هذا) يحتمل أن يكون من كلام النبي (صلى الله عليه وآله) وأن يكون من كلام الراوي.
(حتى ذكر في حديثه اختلاج العين) عده (صلى الله عليه وآله) من جملة الآفات لأن اختلاج العين مرض من الأمراض وقد ذكره الأطباء وهو حركة سريعة متواترة غير عادية تعرض لجزء من البدن كالجلد ونحوه بسبب رطوبة غليظة لزجة تنحل فتصير ريحا بخاريا غليظا يعسر خروجه من المسام وتزاول الدافعة دفعه فيقع بينهما مدافعة واضطراب - أقول فسر (صلى الله عليه وآله) تسلية للمؤمنين الآفة على وجه يعم الآفات المذكورة ودونها، وأمثال هذه الآفات لا يخلو المؤمن عنها في المدة المذكورة ولو فرض خلوه عنها فهو ملعون لا بمعنى أنه بعيد عن الرحمة الواسعة الربانية مطلقا بل عن هذه الرحمة التي تصل إليه من جهة هذه الآفة لأن الآفة رحمة من الله يرفع بها بعض الذنوب ويكفره ويرفع الدرجة، والله أعلم.
27 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) أيبتلى المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا؟ قال: فقال: وهل كتب البلاء إلا على المؤمن.
28 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن: ليكرم على الله حتى لو سأله الجنة بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا وإن الكافر ليهون على الله حتى لو سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينقص من ملكه شيئا وإن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الغائب أهله بالطرف وإنه ليحميه الدنيا كما
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430