باب اختتال الدنيا بالدين 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يقول: ويل للذين يختلون الدنيا بالدين، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية، أبي يغترون أم علي يجترئون، فبي حلفت لاتيحن لهم فتنة تترك الحليم منهم حيران.
* الشرح:
قوله (ويل للذين يختلون الدنيا بالدين) أي يطلبون الدنيا بعمل الآخرة يقال: ختله يختله إذا خدعه (أبي يغترون) أي يظنون الأمن ولا يتحفظون من الذنب. تقول: اغتررت به إذا ظننت الأمن ولم تتحفظ (أم على يجترئون) اجترأ عليه - بالهمز -: أسرع بالهجوم عليه من غير توقف، والاسم الجرأة، وهو جريء بالهمز أيضا على فعيل.
(فبي حلفت لأتيحن) أي لأقدرن، من «الإتاحة» وهي التقدير (لهم فتنة تترك الحليم منهم حيران) الحلم: الأناة، والحليم من لا يستخفه شيء من مكاره النفوس ولا يستفزه الغضب. والفتنة:
المحنة والابتلاء، وأصلها من قولهم: فتنت الذهب والفضة إذا أحرقته بالنار لتبين الجيد من الردي وهي قد تكون في حال الحياة الدنيا; وفسرها السهروردي بأنها الابتلاء مع ذهاب الصبر والرضا والوقوع في الآفات والمهلكات والإصرار على الفساد، وترك اتباع طريق الهدى، وقد تكون في الممات وفسرها بعضهم بأنها ما يرد في حال الاحتضار من سوء الخاتمة الذي يضطرب منه قلوب العارفين، وبعضهم بأنها ما يرد في البرزخ وما بعده من الشدائد والعذاب وسوء المعاملة والمضايقة في الحساب وغيرها.