شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٤١
باب الذنوب 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله.
* الشرح:
قوله (ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة) إن قلت: كل ما يفسد القلب فهو خطيئة فما معنى التفضيل وأي شيء المفضل عليه؟ قلت: لا نسلم ذلك (1) فإن كثيرا من المباحات والأمراض والآلام يفسد القلب وليس بخطيئة وهي أعم من الخطايا الظاهرة مثل الأعمال القبيحة إذ للظاهر تأثير في الباطن ومن الخطايا القلبية كالعقائد الفاسدة والهم بالمعصية، وقوله: (إن القلب ليواقع الخطيئة) كما يناسب الثانية ظاهرا يناسب الأولى أيضا كما لا يخفى.
(فما تزال به حتى تغلب عليه) إن لم ترفع بالتوبة الخاصة والاستغفار.
(فيصير أعلاه أسفله) أي تكدره وتسوده لأن الأعلى صاف والأسفل دردي من باب التمثيل فإذا صيرت أعلاه أسفله لزم ما ذكرناه، أو تصيره مائلا إلى الباطل بكله لأن أعلاه طرفه المائل إلى الحق وأسفله طرفه المائل إلى الباطل. فإذا جعلت أعلاه أسفله جعلت كله مائلا إلى الباطل، أو جعلته كالكوز المنكوس (2) لا يدخل فيه شيء من الحق، وخرج ما دخل فيه فيصير خاليا من الحق

1 - قوله «قلت لا نسلم ذلك» قال العلامة المجلسي (رحمه الله) قلت: لا نسلم ذلك فإن كثيرا من المباحات تفسد القلب بل بعض الأمراض والآلام (و) الهموم والوساوس أيضا تفسده وإن لم تكن مما تستحق عليه العذاب وهي أعم من الخطايا الظاهرة - إذ للظاهر تأثير في الباطن (بل عند المتكلمين الواجبات البدنية لطف في الطاعات القلبية) - ومن الخطايا القلبية كالعقائد الفاسدة والهم بالمعصية (والصفات الذميمة كالحقد والحسد والعجب وأمثالها) انتهى، وما جعلناه بين الهلالين مما زاده العلامة المجلسي «ره» على عبارة الشارح. وأما قوله عند المتكلمين الواجبات البدنية لطف في الطاعات القلبية فالظاهر أنه سهو أو مسامحة وإنما قال المتكلمون: «التكاليف الشرعية ألطاف في الواجبات العقلية» وهو حق وكلا التكليفين الشرعي والعقلي أعم من أن يكون بدنيا أو قلبيا. وأما قوله «والصفات الذميمة» ففيه مسامحة أيضا لأن الصفة تتبادر منها الذهن إلى الثابتة بغير اختيار وليس مثلها خطيئة ومراد المجلسي «ره» الجري على مقتضى الحسد والحقد في العمل لا أن وجود الصفة خطيئة. (ش).
2 - قوله «كالكوز المنكوس» تمثيل لما ذكره بقوله أو تصيره مائلا إلى الباطل والعلامة المجلسي «ره» جعله وجها ثالثا. قال فيصير أعلاه أسفله أي يصير منكوسا كالإناء المقلوب المكبوب لا يستقر فيه شيء من الحق ولا يؤثر فيه شيء من المواعظ، ثم قال: هذا الذي خطر بالبال أظهر الأقوال من جهة الأخبار، انتهى. والفرق بينه وبين كلام الشارح تبديل الكوز بالإناء وأما كونه وجها مخالفا له أو للوجوه الأخر التي نقلها ففيه خفاء، وكون ما خطر بباله أظهر الأقوال أخفى. (ش).
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430