بالمطر النازل إلى الأرض للإيضاح، والوجه متعدد وهو السرعة والاستقرار بعد النزول وكثرة النفع والتسبب للحياة فإن البلاء سبب للحياة الأبدية والمطر سبب للحياة الأرضية.
30 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن هذا الذي ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله لم يبتل به عبدا له فيه حاجة، قال: فقال لي: لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع فكان يقول هكذا - ويمد يديه - ويقول: (يا قوم اتبعوا المرسلين) ثم قال لي: إذا كان الثلث الأخير من الليل في أوله فتوض وقم إلى صلاتك التي تصليها فإذا كنت في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين فقل وأنت ساجد: «يا علي يا عظيم يا رحمن يا رحيم يا سامع الدعوات يا معطي الخيرات صل على محمد وآل محمد وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله وأصرف عني من شر الدنيا والآخرة ما أنت أهله وأذهب عني بهذا الوجع - وتسميه - فإنه قد غاظني وأحزنني» وألح في الدعاء. قال: فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب الله به عني كله.
* الشرح:
قوله (فقال لي لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع فكان يقول هكذا - ويمد يديه - ويقول (يا قوم اتبعوا المرسلين)) لعل المراد بهذا المؤمن صاحب ياسين المذكور سابقا، وبفرعون فرعون عيسى (عليه السلام) وهو حاكم الأنطاكية لا فرعون موسى (عليه السلام) والفرعون يطلق على كل جبار متكبر، نعم شاع إطلاقه على ثلاثة: فرعون الخليل واسمه سنان، وفرعون يوسف واسمه الريان بن الوليد، وفرعون موسى واسمه الوليد بن مصعب. ويؤيد ما قلنا قوله (يا قوم اتبعوا المرسلين) فإن مؤمن آل فرعون موسى قال: (يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد) وإضافته إلى فرعون عيسى باعتبار أدنى الملابسة وهو كونه فيهم واشتغاله بانذارهم أو باعتبار كونه منهم في نفس الأمر، والله أعلم (وألح في الدعاء) إلحاح «مبالغة كردن وايستادن ودائم باريدن سحاب»، قال في المصباح: ألح السحاب إلحاحا: دام مطره، ومنه ألح الرجل على الشيء إذا أقبل عليه مواظبا.