باب في أصول الكفر وأركانه 1 - الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد، فأما الحرص فإن آدم (عليه السلام) حين نهي عن الشجرة، حمله الحرص على أن أكل منها وأما الاستكبار فإبليس حيث امر بالسجود لآدم فأبى، وأما الحسد فابنا آدم حيث قتل أحدهما صاحبه.
* الشرح:
قوله (أصول الكفر ثلاثة الحرص والاستكبار والحسد) أصل الشيء أساسه وما يستند إليه وجود ذلك الشيء، والحرص على الدنيا وجمع زهراتها جدا وتناولها من كل وجه، والاستكبار عن الخلق وطلب العظمة عليهم وعن الخالق في الأوامر والنواهي وترك التسليم والحسد على الخلق في نعماء الله الفائضة عليهم ظاهرة وباطنة، أصول الكفر بجميع أنواعه إذ بها تضعف القوة العقلية وينطمس نورها وتقوى القوة الشهوية والغضبية وسائر القوى الحيوانية، وتستولي على الظاهر والباطن فتنمو أخلاق ذميمة، وتصدر أفعال قبيحة بعضها كفر بالرب، وبعضها كفر بالحق مع العلم بأنه حق، وبعضها كفر بالنعم لاستحقارها وترك الشكر عليها، وبعضها كفر المعصية بترك الأوامر وفعل النواهي بخلاف الزهد في الدنيا والتذلل والخشوع لدى الحق والرضا بقسمة الرب فإنها أصول الإيمان إذ منها يتولد جميع الخيرات ويرتقى الإنسان إلى أرفع الدرجات. ثم أشار إلى تفصيل بعض ما نشأ من هذه الخصال الذميمة بقوله:
(فأما الحرص - إلى آخره) والغرض من هذا التفصيل بيان أول المخالفة، والمعصية الصادرة من هذا النوع وبسببه، بسبب هذه الخصال الشنيعة. ثم نشأت وتنشأ منها المخالفات والمعاصي الكثيرة التي بعضها كفر، فتلك الخصال هي أمهات المعاصي تتولد منها إلى يوم القيامة. وقد كان إباء إبليس لعنه الله من السجود عن حسد واستكبار وإنما خص الاستكبار بالذكر لأنه تمسك به حيث (قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) أو لأن الاستكبار أقبح من الحسد لأن المتكبر يدعي مشاركة الباري في أخص صفاته والقاتل من ابني آدم قابيل والمقتول هابيل، وكان قابيل أكبر سنا منه وتقربا قربانا فتقبل الله من هابيل، ولم يتقبل منه لخبث نيته وخساسة قربانه فحسد على أخيه فقتله.
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): أركان الكفر أربعة: الرغبة والرهبة والسخط والغضب.