شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢١٤
النبي (صلى الله عليه وآله) منها فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة فوالذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط، [قال:] فنهض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يأكل من طعامه شيئا وقال: من لم يرزأ فما لله فيه من حاجة.
* الشرح:
قوله (فوالذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط) الرزية النقص والمصيبة وأصلها الهمزة والاسم الرزء مثال قفل ورزأته أنا إذا أصبت بمصيبته فرزئت بالهمزة وقد يأتي بغير الهمزة وهو من التخفيف الشاذ (فنهض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يأكل من طعامه شيئا) نهوضه (صلى الله عليه وآله) وعدم أكله من طعامه مع كونه من أهل الايمان ظاهرا كما يشعر به الحديث دليل على أن من لم يرزأ ولم يصب في نفسه وماله وأهله بشيء من النقص والمصائب فهو مبغوض ممقوت عند الله ومن بغضه إياه ومقته له أنه زوى عنه مصايب الدنيا كلها وذلك لأمرين أحدهما الاستدراج له ليتمادى في بغيه وطغيانه ويغتر بدوام صحته وسلامة ماله فيزيد في غيه وعصيانه كما قال تعالى (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) قيل في تفسيره: كلما أحدثوا معصية جددنا لهم نعمة، والآخر أنه لم يصبه بمصيبة لئلا يكفر عنه شيئا من معاصيه وذنوبه حتى يأتي في الآخرة بجميعها فيكبه في النار بسببها، وبضد هذا المؤمن الخالص المتقي فإنه - تعالى شأنه - يخصه بالبلاء في الدنيا إما تكفيرا لذنوبه أو رفعا لدرجته التي لا يصل إليها إلا بالبلاء أو لغير ذلك.
(وقال من لم يرزأ فما لله فيه من حاجة) أي في إعلان دينه والإتيان بتكاليفه، ولفظ الحاجة مستعار في حقه تعالى باعتبار طلبه للعبادات بالأوامر وغيرها كطلب ذي الحاجة ما يحتاج إليه أو سلب الحاجة كناية عن سلب اللطف به وترك الإقبال إليه لأن اللطف والإقبال متلازمان للحاجة، فنفى الملزوم وأراد نفي اللازم.
21 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام); وأبي بصير (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا حاجة لله فيمن ليس له في ماله وبدنه نصيب.
* الشرح:
قوله (لا حاجة لله فيمن ليس له في ماله وبدنه نصيب) ضمير «له» راجع إلى «من» أو إلى «الله».
22 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عثمان النوا، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة ولا يبتليه بذهاب

1 - كذا في النسخ والظاهر «عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله وأبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - الحديث» كما في الوافي.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430